قال الامين العام لپ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة" السيد احمد جبريل انه تلقى مئات الرسائل من متطوعين عرب وفلسطينيين للقيام بعملية "انتحارية" ضد الرئيس ياسر عرفات وانه لا يعرف متى "سيصطادون" عرفات الذي وصفه بأنه "كان يستجدي ابتسامة مني لكني لم أفعل لأن المسألة ليست شخصية بيننا". وأكد في حديث الى "الوسط" ان علاقته "جيدة" مع "حزب الله" وايران، وتساءل: "هل محرم علينا مثل هذه العلاقات؟" وأوضح ان معارضته اتفاق غزة - اريحا "لا تنبع من موقف اي بلد عربي". وقال ان المرحلة المقبلة ستشهد تصعيداً عسكرياً. أعلنتم معارضتكم اتفاق غزة - اريحا، ماذا فعلت "القيادة العامة" وماذا ستفعل لمواجهة هذا الاتفاق؟ - أولاً لا بد من القول ان ما حدث ليس اتفاق سلام، ولم يكن اتفاقا بين الفلسطينيين والاسرائيليين، لأن اتفاق السلام هو الذي يحقق مصالح الاطراف المتقاتلة. نحن امام اتفاق ألحق ضرراً بالغاً بمستقبل الشعب الفلسطيني وحاضره وماضيه، وهذا الاتفاق ابرم بين عرفات ورابين وليس بين الفلسطينيين والاسرائيليين لأن سبعة ملايين فلسطيني لم يسألوا عن رأيهم فيه، في مقابل قلة محدودة يدعمها الغرب صنعت هذا الاتفاق. ومن هذا المنطلق اشعر بأنني مسؤول عن قطاعات واسعة من الشعب الفلسطيني، ولو كنت مقتنعاً بأن 50 في المئة من الفلسطينيين يؤيدون الاتفاق لما تحدثت بهذا الموضوع. أما عن الخطوات العملية، فاننا صعّدنا العمل ضد العدو منذ توقيع الاتفاق، في داخل الارض المحتلة وخارجها. ولم نستجب لدعوات عرفات العلنية والسرية الى وقف العمليات، مع ان اجهزة الامن لديه قدمت كل المعلومات عنا الى اسرائيل. وسنتابع قتالنا وسنتابع التعبئة الشعبية ضده وسنكشف للشعب اخطار الاتفاق الذي يحاول عرفات تزيينه، اضافة الى العمل السياسي الموحد مع الفصائل العشرة لاسقاط الاتفاق الخياني كنهج وكأشخاص. ما هو المطلوب من الرئيس عرفات ليجذب جبريل الى جانبه؟ - بذل عرفات جهوداً كثيرة ليحوز رضاي شخصيا، للحصول على ابتسامة مني، لكنني لم أفعل لأن المسألة ليست شخصية، فهو انحرف وخان وليس قادراً على الرجوع، وشعبنا سيحاسبه عاجلاً ام آجلاً. هل تعتقد بأن القضية ستكون أفضل لو أزيح عرفات؟ - لقد سبب عرفات ضرراً كبيراً للانتفاضة ولولا دوره التدميري ضد الانتفاضة لكان يمكن ان تحقق افضل مما حققته. وألحق اضراراً من خلال سوء علاقته مع القيادتين السورية واللبنانية وارتكابه هذه الحماقات. محاكمة عرفات اذن تعتقد بأن من الأفضل ان يرحل؟ - بعد محاكمته ومعاقبته على الجرائم نحتاج الى وقت كبير لاعادة بناء ما هدم.. الاضرار مسّت تاريخنا وماضينا وحاضرنا. اذا وقعت سورية اعلان مبادئ مع اسرائيل، هل ستستمرون في معارضة اتفاق غزة - اريحا؟ - توجد مغالاة في أثر تقدم المسار السوري على موقفنا. نحن لا نزاول اي شيء سوى العمل الديموقراطي وحرية التعبير، ولا أحد يمنعنا من التكلم في مخيماتنا. ولا تنبع مواجهتنا للاتفاق من الموقف السوري او اي موقف عربي. والملك حسين وقع اعلان مبادئ مع اسرائيل والفصائل العشرة موجودة في عمان. كما ان قيادات هذه الفصائل تذهب جميعها الى عمان ما عداي، ولو كان في مقدوري الذهاب الى عمان لعقدنا الاجتماع الاخير في العاصمة التاريخية. بعض الحكام يدعي شيئاً لا يملكه. كما انني أتحدى ان يسمح لاسرائيلي بالتجول في دمشق او عمان او بغداد او بيروت. ان اجهزة الامن لن تقدر على حماية هؤلاء. حبش وحواتمة كيف تم تجاوز التباين في الآراء بين "الفصائل العشرة" حيال اسلوب مواجهة الاتفاق؟ - نقاط الخلاف والعقبات التي كانت بيننا في السابق ذللت ووضعنا برنامجاً للتحرك العملي. وكما هو معروف ان الامين جورج حبش الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ونايف حواتمة الامين العام للجبهة الديموقراطية شكلا طوق نجاة لعرفات لكنهما اقتنعا بأنه خانهما وخدعهما. المعارضون يتحدثون عن مؤتمر وطني، وفي الوقت ذاته بدأ عرفات بالخطوات العملية في غزة وأريحا، الا تخشون ان يسحب البساط من تحتكم نهائياً ويفرض الامر الواقع؟ - لا شك في ان برنامجين يتصارعان الآن، برنامجنا وبرنامج عرفات. ونحن لا نستهين ببرنامجه لأنه مدعوم دولياً واسرائيلياً وعربياً. اما برنامجنا فيعتمد على القواعد الشعبية الفلسطينية والاسلامية. وقررنا التحضير لعقد مؤتمرات شعبية في كل الاماكن التي يوجد فيها الفلسطينيون وسنعقد في غضون شهر ونصف شهر من الآن المؤتمر الوطني لاختيار قيادة بديلة، للمرة الأولى منذ 1948. كما ان اللجنة التحضيرية ستحضر البرنامج السياسي المعتمد على ميثاق المنظمة ليطرح في المؤتمر لاختيار قيادة جديدة للشعب الفلسطيني. وسنصعد الثورة في الارض المحتلة وستشهد المرحلة المقبلة تصعيداً عسكرياً. هل تعتقدون بأن هذا التصعيد قد يتحول الى صدام مع قوة الشرطة وبالتالي الى صراع فلسطيني - فلسطيني؟ - لا شك في ان عرفات اتفق مع رابين على قمع المعارضين، وحماية حياة المستوطنين. وأعلن رابين ذلك اذ سيكون عرفات تحت الاختبار وسيكون حليف المرحلة المقبلة، وسيدخل غزة وأريحا وهو مدجج بالسلاح والمال، الأول للقمع والثاني لشراء الناس. وبما اننا لم نخف من اسرائيل وقوتها فلن نخاف من عرفات ومرتزقته، بل يمكن ان تكون فرصة لنأخذ الاسلحة من قوة الشرطة في الليل للقتال ونعيدها اليها في النهار او ننتزعها منها انتزاعاً. هل تتوقعون صداماً بين "حركة المقاومة الاسلامية" حماس وقوة الشرطة في الداخل؟ - أولاً هناك محاولة لاعطاء حماس اكثر من حجمها الفعلي، اذ توجد خطة اسرائيلية تقول ان الخطر قادم من الاصولية، والاسلام الموجود في فلسطين هو جزء من هذا الخطر. وما تراه في الداخل ليس فقط من حماس. وهل يستطيع عرفات السيطرة على قواعد المعارضين من خلال المال؟ - سترون ان عرفات لن يؤمن الامن للاسرائيليين، وهناك مبالغة في قدرته وفي المال الذي سيدخله الى غزة وأريحا كأنه سيكون محملاً بالنقود! وبينما قدر الخبراء حاجة الأراضي المحتلة بپ12 بليون دولار، لم يؤمن عرفات الى الآن سوى 1.2 بليون دولار، ومن مصلحة الاسرائيليين الا يدخل مال الى الأرض المحتلة حتى يخرج الناس الى الضفة الشرقية والخليج. شعبياً، يكون المال مهماً في قضايا لم تتضح كما اتضح هذا الاتفاق، وبالتالي ان المال ليس مهماً ولا نحتاج اليه كي نرشي شعبنا لأن الصورة واضحة له عن خيانة عرفات. ومن اين تحصلون على المال، خصوصاً ان بعض المنظمات لم يعد يستلم مخصصاته من منظمة التحرير؟ - لا نحتاج الى المال لشراء الضمائر. بقليل من المال نستمر، وأتحدى ان يقوم عرفات بعملية عسكرية انتحارية ضد اسرائيل، لكن عندي مئات الاشخاص الجاهزين لفعل ذلك لأنهم ليسوا مرتزقة. ما هي طبيعة العلاقة بين "الجبهة الشعبية" و"حزب الله" وإيران؟ - علاقتنا جيدة مع ايران و"حزب الله". وأتساءل هل محرمة علينا هذه العلاقات؟ يجمعنا معهما تاريخ وعقائد. تحدث بعضهم عن محاولة لاغتيال عرفات؟ - دعهم يعيشون في خوف، وعرفات ستحاسبه زوجة شهيد او اخت شهيد او بنت شهيد او ابن شهيد. لقد تسلمت مئات الرسائل من شباب وفتيات عرب وفلسطينيين يبدون استعدادهم للقيام بعملية انتحارية ضد عرفات، وهذا يعني ان شعبنا في حال صحية، بينما عرفات جنّد مرتزقة للقتل بكاتم للصوت. ماذا كان جوابكم عن هذه الرسائل؟ - انه تيار شعبي ولا يستطيع احد وقفه، ولا نعرف متى سيصطادون عرفات... عندها لن يوجد شخص يقرأ عليه الفاتحة. وأذكر انه عندما نجا من حادثة الطائرة في صحراء ليبيا قبل سنة، قلت ان ارادة الله ارادته ان يبقى حياً الى الآن حتى لا يوجد من يقرأ عليه الفاتحة، وحتى زوجته. لنفرض ان نتائج المؤتمرات الشعبية والاستفتاءات أظهرت قبول الغالبية البسيطة 51$ من الناس للاتفاق، ماذا سيكون موقفكم خصوصاً ان استطلاعات الرأي اظهرت ان اكثرية الذين يعارضون الاتفاق لم تقرأه؟ - الفرضية ليست دقيقة لأن التيار الساحق يرفض الاتفاق، وحتى وان كان من الناحية المصلحية، وأدركت مدى اللامبالاة من الناس لذلك سنعقد مؤتمرات شعبية لتوضيح تفصيلات الاتفاق.