اصبحت الكورية "تاي يان كيم" احدى ابرز الشخصيات في عالم لعبة "التايكوندو" وتاريخها، وذلك بعد اختيارها اخيراً كأفضل مدربة لهذه الرياضة في العالم، كما تمّ الاعتراف بها دولياً كأستاذة كبيرة في هذه الرياضة العنيفة. وكانت "تاي يان كيم" اول سيدة تحصل على هذا اللقب في كوريا مع ان "التايكوندو" تمارس هناك منذ حوالى خمسة آلاف عام. عندما هاجرت الى الولاياتالمتحدة في العام 1968 انشأت اول اتحاد نسائي للتايكوندو، كما اشرفت على فريق اميركا الاولمبي لهذه الرياضة الذي حقق نتائج باهرة في مختلف البطولات العالمية منذ ذلك الحين. وابتكرت "يان كيم" احد الفنون الرياضية المعترف به دولياً حاليا ويدعى "جانغ سوان" وهو يعمل على "توحيد الجسد والعقل والروح" في منظومة متناسقة واحدة وقد استوحت "يان كيم" هذا الفن من رياضة "التايكوندو" التي تعتمد اساساً على التوافق الذهني البدني للانسان. ولا ترى يان كيم التايكوندو مجرد رياضة جسمانية بل علم وفلسفة تاريخية وربما هذا ما دفعها لترجمة مخطوطات اثرية كورية عن هذه الرياضة وأسرارها النفسية والفلسفية يرجع تاريخ بعضها الى خمسة آلاف عام. مما ساعد الكثير من الباحثين والمهتمين على فهم التايكوندو بشكل اكثر عمقاً حيث ينظر اليه كأسلوب جديد للتعامل مع الحياة والحالات النفسية المختلفة للانسان. وتعمل يان كيم على نشر المزيد من الثقافة عن التايكوندو وقد اعدت برامج تعليمية خاصة بهذه الرياضة لجامعتي فيرمونت ودارتموت والكثير من المدارس العالية والكليات الرياضية. ولم تكن يان كيم التي بدأت ممارسة التايكوندو منذ طفولتها المبكرة، تعلم انها ستحقق كل هذه الانجازات التاريخية في هذا المجال، وقد توجتها بحصولها على جائزة "سوزان انتوني" العالمية كما اصبحت اول سيدة تظهر صورتها على غلاف مجلة "تايكوندو تايمز" العالمية المتخصصة. واجهت يان كيم صعوبات كبيرة في سبيل تحقيق هذه النجاحات منذ بدأت العمل بجد في هذا المجال اذ كان الشائع ان رياضة التايكوندو خاصة بالرجال فقط وذلك لما تتميز به من عنف وقوة بدنية. وقد نصحها عمها بأن تنصرف الى تعلم اعمال البيت وشؤونه بدلا من التايكوندو عندما سألته وهي في السابعة من عمرها ان يعلمها هذه الرياضة. وامام اصرارها وافق على تعليمها معتقداً ان الصغيرة سوف تيأس بعد فترة وجيزة وتعود عن رغبتها. ولكنها ازدادت حماسة وولعاً بهذه الرياضة، مما دفعها الى التعلم على يدي احد اعظم خبراء التايكوندو في كوريا. وتملك يان كيم حاليا مدرسة تعتبر الكبرى في اميركا لتعليم التايكوندو، وهي تولي الاطفال اهتماماً خاصاً في مدرستها وبالفعل استطاع الكثير من تلاميذها تحقيق درجة ب في التايكوندو وهي مستوى رفيع في تلك الرياضة. "وتساعد ممارسة التايكوندو الانسان على تخطي الكثير من الحواجز النفسية التي تعوقه عن تحقيق النجاح في حياته". هذا ما تؤكده يان كيم التي تبدو سعيدة بالرياضة التي وهبت لها حياتها، وتؤكد انها لن تتخلى عنها ابداً. كلام صورة 1- تاي يان كيم: أبرز شخصية في عالم التايكوندو. غاما