في جنوبلبنان، باتت رياضة التايكواندو تنافس كرة القدم في قلوب الأطفال والفتيان، بفضل الجنود الكوريين الجنوبيين العاملين في إطار قوات الاممالمتحدة الموقتة يونيفيل الذين يدربون الصغار على هذا الفن القتالي. تستمع ولاء أيوب 11 سنة التي غطت رأسها بمنديل أحمر وارتدت ثوب التايكواندو الابيض بانتباه الى ارشادات مدربها في بلدة العباسية في قضاء صور، ثم تنفذ حركة هجومية بدقة. وتكرر الحركات التي علّمها إياها المدرب وهو جندي من الكتيبة الكورية الجنوبية في اليونيفيل، وتسعى، كما تقول، الى الحصول على الحزام الابيض، وهو درجة المبتدئين في هذه الرياضة الأسيوية. ولي سونغ هيوك هو أحد الجنود الثلاثة الذين يدربون الفتيان والفتيات وكانوا اعضاء في المنتخب الوطني الكوري الجنوبي للتايكواندو. يقول لي الذي شارك عام 2006 في عروض للتايكواندو في الولاياتالمتحدة وروسيا :"هناك روابط تجمع بيننا وبين اللبنانيين، فقد عانينا مثلهم ويلات الحرب". وتتألف الكتيبة الكورية الجنوبية من 360 جندياً وتتمركز في بلدة طيردبا في قضاء صور 85 كيلومتراً جنوببيروت. ويضيف لي ان التايكواندو تساعد على انتظام العقل والجسد، والجنوبيون يتعلمونها بسرعة. وظهرت هذه الرياضة عام 1955، وهي ثمرة تراث قديم في كوريا الجنوبية، أبرز مبادئها الصبر والسيطرة على الذات والتهذيب وحماية الضعفاء واحترام الآخرين. ويقول الميجور كيم كي بيكوم:"عبر التايكواندو، نريد نشر رسالة سلام وصداقة وثقة". ويبدو ان الكوريين نجحوا في إيصال هذه الرسالة بالنظر الى العدد المتزايد للأطفال الراغبين بالتدرب، وقد بلغ 400 فتاة وفتى تراوح أعمارهم بين سبع و15 سنة. ويشير كيم كي إلى أن :"هناك اقبال كثيف، وقد أنشأنا ثلاثة صفوف في منطقة صور، وصفان آخران سيبدآن قريباً، كما أننا نقدم الملابس والأحذية الخاصة والتدريب مجاناً".