أحد أبرز الديبلوماسيين الإسرائيليين المرشحين لفقدان مناصبهم عقب تشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة برئاسة اسحق رابين، هو رئيس "دائرة الكونغرس" في السفارة الإسرائيلية في واشنطن يورام اتينغر. فقد صدرت عقب إعلان نتائج الانتخابات النيابية الإسرائيلية مطالب عن موظفين كبار في الخارجية الإسرائيلية والسفارة الإسرائيلية في واشنطن ومنظمات يهودية أميركية تجمع على ضرورة إقالة اتينغر. ويبرر هؤلاء الموظفون مطالبهم بسببين. الأول تحميل ايتنغر مسؤولية التوتر الذي طرأ على العلاقات الأميركية - الإسرائيلية اثر تأزم قضية ضمانات القروض المصرفية - البالغة 10 مليارات بلاييين دولار- في أيلول سبتمبر الماضي. ويؤكد موظفة الخارجية الإسرائيلية أن اتينغر كان بعث تقارير أشار فيها إلى أن إسرائيل ستفوز بدعم غالبية أعضاء الكونغرس وستتمكن من هزيمة الرئيس الأميركي. والسبب الثاني ضرورة تسليم منصب رئيس دائرة الكونغرس في السفارة الإسرائيلية في واشنطن إلى شخص له خبرة واسعة في العمل الديبلوماسي، وليس لتعزيز مركز إسرائيل في الكونغرس الحالي فحسب وإنما أيضا استعدادا للتعامل مع الكونغرس الجديد في انتخابات تشرين الثاني نوفمبر المقبل، نظرا إلى توقع المنظمات اليهودية الأميركية والسفارة الإسرائيلية في واشنطن تقلص عدد مؤيدي إسرائيل في الكونغرس، من الأعضاء اليهود وغير اليهود، لأسباب كثيرة، منها استقالة البعض وصعوبة إعادة انتخاب البعض الآخر نتيجة تقسيم المناطق الانتخابية في الولاياتالمتحدة والذي يتم مرة كل عشر سنوات، مما يزيد مخاوف هذه المنظمات من تفسخ الحلف التقليدية لمؤيدي إسرائيل والذي واظبت على إقامته والحفاظ على تماسكه طيلة العقدين الأخيرين، وتمكنت بفضله من ضمان فوز إسرائيل بغالبية مطالبها الاقتصادية والعسكرية. وكانت السفارة الإسرائيلية في واشنطن بعثت تقريراً إلى الخارجية الإسرائيلية شارك في إعداده اتينغر ومستشارة شؤون الكونغرس في السفارة الإسرائيلية يهوديت درنغر - فرناي، ونشرت تفاصيله صحيفة "معاريف" الإسرائيلية. ويحذر التقرير من الانعكاسات السيئة التي ستتركها تركيبة الكونغرس المقبل على المصالح الإسرائيلية في الولاياتالمتحدة، وبالذات المساعدات السنوية العسكرية والمدنية التي تتلقاها إسرائيل وتصل قيمتها إلى ثلاثة بلايين دولار. ويشير التقرير إلى أن "الظروف السياسية والاقتصادية داخل وخارج الولاياتالمتحدة تؤثر كثيرا على قانون المساعدات الخارجية السنوية إذ سيحتل مقاعد الكونغرس يوم الأول من كانون الثاني يناير 1993 عدد كبير من الأعضاء الجدد من جيل الشباب، وستبرز بينهم وجوه نسائية وسوداء وداكنة. ولا يعير الأعضاء الجدد اهتماما لقانون المساعدات الخارجية بثفة عامة ومصالح إسرائيل بصفة خاصة". ويتحدث التقرير عن تراجع مركز إسرائيل في الكونغرس خلال الفترة الماضية بسبب ازدياد الأعضاء الذين يحملون إسرائيل علنا ومباشرة مسؤولية تقلص الدور الأميركي في الشرق الأوسط خلال العقد الأخير، نظراً إلى اتباعها سياسة متشددة مع الانتفاضة وإصرارها على مواصلة الاستيطان. وتحاول المنظمات اليهودية الأميركية انتهاز فرصة فوز رابين وهزيمة شامير لمحاولة تحسين علاقاتها مع إدارة الرئيس بوش، عبر تحميل شامير مسؤولية التوتر الذي طرأ على هذه العلاقات منذ وقوف هذه المنظمات الى جانب حكومة شامير في خلافها مع ادارة الرئيس بوش حول قضية ضمانات القروض المصرفية. فقد تسابق مسؤولو هذه المنظمات، عقب إعلان نتائج الانتخابات الاسرائيلية، على إبداء ارتياحهم إلى فوز رابين. ويطالب زعماء اليهود الأميركيين بإقالة "مؤيدي شامير" وأنصاره من كل المنظمات اليهودية الأميركية. ومن أبرز المسؤولين المرشحين لفقدان مناصبهم المدير العام للجنة "ايباك" توماس دايان، ورئيسة "لجنة رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية" شوشانا كاردين التي من المتوقع استبدالها برئيس المؤتمر اليهودي العالمي روبرت ليبتون المقرب من رابين والذي شارك في حملة جمع تبرعات لحزب العمل خلال فترة التحضير للانتخابات النيابية الإسرائيلية. ومن المرشحين الآخرين لفقدان مناصبهم المدير العام ل"لجنة رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية" مالكوم هونلاين الذي يتهمه آرثر هرتسبرغ بتأييد مواقف شامير من دون تحفظ، بينما يتهمه موظفو منظمات يهودية بالعمل كوكيل سري للمدير العام لمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية يوسي بن أهارون عبر تزويده بتقارير حول الاتصالات التي أجرتها اللجنة مع الإدارة الأميركية، وإدارة هذه اللجنة وفق تعليمات بن أهارون. ومن بين المرشحين لوراثة هونلاين المدير العام للجنة "منع تشويه السمعة" ابراهام فوكسمان، وأحد مسؤولي اللجنة اليهودية الأميركية ديفيس هاريس، ورئيس "معهد دراسات الشرق الأوسط"، المنبثق من "ايباك"، مارثين اينديك.