* السلاح جزء من الشخصية اليمنية والخطة الأمنية غير واقعية وادعو الى تطبيق الشريعة الاسلامية للقضاء على العنف * المطلوب هدنة إعلامية من طرف واحد تمهيداً لحل الخلافات مع دول الخليج اتهم الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر شيخ مشايخ قبيلة حاشد ورئيس حزب التجمع اليمني للاصلاح، في مقابلة خاصة مع "الوسط"، الرئيس اليمني علي عبدالله صالح "بالمماطلة والتقصير" في ما يتعلق بانجاز الخطوات الوحدوية في اليمن. وانتقد الشيخ عبدالله الاحمر الخطة الامنية التي وضعتها الحكومة اليمنية ووصفها بأنها "غير واقعية". ودعا إلى تطبيق الشريعة الاسلامية للقضاء على العنف واعتبر ان حمل السلاح في اليمن "ليس سبباً للعنف اذ ان السلاح جزء من الشخصية اليمنية والسلاح لدى القبائل عون للدولة". وتطرق الاحمر إلى زيارته الاخيرة للمملكة العربية السعودية والعلاقات اليمنية الخليجية فدعا إلى اعلان "هدنة اعلامية من طرف واحد" تمهيداً لبدء ازالة الخلافات بين اليمن والدول الخليجية ووجه الاحمر انتقادات شديدة إلى الاعلام اليمني. وقد تقلد الشيخ عبدالله الاحمر مناصب وزارية مرات عدة في الستينات، ورئيس مجلس الشورى، وهو أول برلمان يمني منتخب، بين 1971 و1975. وحزب التجمع اليمني للاصلاح الذي يرئسه هو تحالف بين بعض رموز القبائل. ممثلة بالشيخ عبدالله، وحزب الاخوان المسلمين الذي يتزعمه الداعية المعروف الشيخ عبدالمجيد الزنداني، والذي يعتبره كثيرون الرجل الثاني في التجمع، ويتزعم الجناح المتشدد في الاصلاح. ويأتي الداعية الشيخ عبدالوهاب الامني، عضو مجلس نواب حالياً ومن ابرز قادة الاخوان قبل الوحدة، في مرتبة ثالثة في حزب الاصلاح. وقد بدأ التحالف بين التيار القبلي، ممثلاً بالشيخ عبدالله وبين التيار الديني، ممثلاً بالشيخين عبدالمجيد الزنداني وعبدالوهاب الامني، منذ الايام الاولى لمحادثات الوحدة بين شطري اليمن في ربيع 1990، لكن حزب التجمع اعلن عن نفسه بعد قيام الوحدة في الثاني والعشرين من ايار مايو 1990. ويحاول حزب التجمع استجماع قوته حالياً، قبل الانتخابات النيابية المقررة، من اجل الحصول على حصته في السلطة التي ستنبثق عن الانتخابات قبل نهاية الفترة الانتقالية في 22 تشرين الثاني نوفمبر هذا العام. ولهذا يعارض التجمع الخطة الامنية الحكومية التي يعتقد انها تستهدفه وتحاول الحد من سلطته. وبعد اعلان حكومة حيدر أبوبكر العطاس انها بدأت تطبيق الخطة الامنية لتنظيم حيازة الاسلحة وانتشارها. نظمت القبائل تظاهرة في محيط مجلس النواب، الذي كان يحضر لمناقشة قانون حيازة الاسلحة والمفرقعات. كما ان 34 شيخاً من شيوخ القبائل اجتمعوا منذ اسابيع في منزل الشيخ عبدالله الاحمر، واصدروا بياناً احتجاجياً تضمن شبه انذار مبطن موجه إلى الحكومة. وتتخوف القبائل من هذه الاجراءات، وتعتبرها توطئة لنزع سلاحها واخضاعها لسلطة الدولة التي تسعى إلى القضاء على ظاهرة الثأر. ولهذا الغرض يقوم رئيس الوزراء بزيارات اسبوعية إلى مناطق سكن القبائل للتشاور مع شيوخها وشرح اهداف الحكومة من الخطة الامنية. استعدادات التجمع لخوض معركة "الموقع الثاني" في السلطة لا تخفي اعراضاً كثيرة برزت في صفوفه. وثمة من يعتقد ان التحالف بين القبائل والاخوان المسلمين داخل حزب التجمع لن يعمر طويلاً، فلكل تيار مصالحه المستقلة واسلوبه المميز في العمل. ففي حين يتعاطف التيار الديني في حزب التجمع مع حركات اصولية في العالم العربي متهمة بممارسة "الارهاب" يرفض التيار القبلي هذا التعاطف ويعتبره مصدر خطر على مصالح التيار القبلي في السلطة. وبعيداً عن مستقبل التحالف مع الاخوان المسلمين يعتبر الشيخ عبدالله الاحمر نفسه في مركز القوة الثاني في الجمهورية اليمنية وهو يتصرف على هذا الاساس. لذا تبدو مهمته صريحة للغاية. ولأن الشيخ عبدالله فتح معركة الموقع الثاني في السلطة اليمنية المقبلة يبدو الصراع على أشده بينه وبين الحزب الاشتراكي شريك المؤتمر الشعبي في السلطة الحالية. وللشيخ عبدالله ثأر قديم لدى الاشتراكي الذي يتهمه بالقضاء على سلطة القبيلة ونسفها في الشطر الجنوبي قبل اعلان الوحدة، خلال ممارسته السلطة. "الوسط" التقت الشيخ عبدالله الاحمر في احد منازله الكثيرة في صنعاء، والتي تشبه حصناً عسكرياً، له ابراج تحيط به يحميها مسلحون مدججون بمختلف انواع الاسلحة، وأجرت معه المقابلة الخاصة الآتي نصها: * يكثر الحديث في صنعاء عن تفاقم الخلافات بين قادة حزب التجمع اليمني للاصلاح، ويتردد ان التجمع قد يشهد ظاهرة انقسام حادة بين التيارات المنضوية في إطاره. ما رأيك في ما يتردد عن هذه الخلافات؟ - هذه الاحاديث عن خلافات بين قادة حزب التجمع اليمني للاصلاح لا اساس لها من الصحة. عندنا مثل شعبي يقول "الاخبار على قدر الشف"، اي الاخبار على قدر النوايا. كل يخبر ويتحدث وفق امنياته. اي خلاف في الرأي حول موضوع معين نعتبره ظاهرة صحية وأمراً طبيعياً للغاية. * ما رأيك بالتحالف الجديد الذي تم بين حزب التجمع اليمني للاصلاح وبين حزب البعث العربي الاشتراكي، على الرغم من التباعد الكبير بين الاتجاهات الخاصة بكلا الحزبين؟ ما دوافع هذا التحالف، وما الغايات التي يسعى إلى تحقيقها؟ - ما تم بين التجمع وحزب البعث لم يكن تحالفاً بل مجرد تنسيق. التنسيق أمر مطلوب بين التجمع اليمني للاصلاح والاحزاب الاخرى الموجودة خارج السلطة. * في حين يدعو حزب المؤتمر الشعبي العام إلى آحادية الانتماء، ويتجه الاشتراكي إلى اعادة تنظيم صفوفه هل يتطلع حزب الاصلاح إلى توسيع اطار تحالفه فيجمع بين الاسلاميين والبعثيين؟ - كلنا في حزب الاصلاح نؤمن بالاسلام شريعة وعقيدة ونمط حياة. اما التنسيق مع حزب البعث فهو في امور سياسية، وعلى أسس متفق عليها. * ما هي هذه الأسس؟ - ان الاسلام شريعة وعقيدة. وهذه الاسس تشكل اساساً للثقة بيننا وبين حزب البعث. * هل هذه الاسس شرط لقبول اي حزب يرغب في التنسيق معكم بصرف النظر عن المواقف السياسية لهذا الحزب؟ - نعم. * "الاسلام شريعة وعقيدة" احد ابرز مواد الدستور الوحدوي الذي اجيز شعبياً في استفتاء العام الماضي، على رغم معارضة حزب الاصلاح له. وغالبية الاحزاب السياسية تلتزم بنود هذا الدستور. هل هناك احتمال، اذن، لانضمام حزب الاصلاح إلى جبهة وطنية عريضة قد ترى النور في القريب؟ - لا ننسق الا مع الاحزاب الموجودة خارج السلطة، وعلى الاسس التي اشرت اليها والتزمنا بها مع حزب البعث. * ما أسباب العداء المستحكم بين حزب الاصلاح والاشتراكي؟ هل لأن الاشتراكي يشارك في السلطة؟ - حزب البعث التزم بالأسس التي جعلتنا نقبل التنسيق معه. اما الاشتراكي، فهو اشتراكي فعلاً. والدليل على هذه الصبغة تجدينها في نمط ممارسته الحكم خلال تسلمه السلطة في جنوب الجمهورية اليمنية قبل الوحدة. اما حزب البعث الاشتراكي فهو يتعامل مع الاشتراكية كمسألة شكلية فحسب. هناك فرق كبير بين الاشتراكي والبعث. * هل يفهم من كلامك ان التنسيق مع حزب البعث حظي بمباركتك ورضاك قبل الاعلان عنه؟ - نعم انا راضٍ عن هذا التنسيق ومقتنع به. ونأمل ان ننسق مع كل الاحزاب الموجودة خارج السلطة. ونحن ننسق مع حزب البعث اليمني الذي نعيش معه في الجمهورية اليمنية. ولم ننسق مع حزبي البعث في سورية والعراق. من المسؤول عن الاغتيالات؟ * اعلنت، منذ فترة، ان العناصر التي استهدفت حياة قيادات بارزة في الحزب الاشتراكي "هي عناصر اشتراكية انشقت عن الاشتراكي بعد اعلان الوحدة". ماذا تعني بذلك؟ - لم اعلن هذا الكلام، ولم اقله حرفياً. اتصلت بنا صحافية من البحرين هاتفياً وقالت لي: هل هؤلاء من الحزب الاشتراكي؟ فأجبتها قائلاً: "هؤلاء كانوا في الحزب الاشتراكي سابقاً. وهم من اليمنيين الذين كانوا يتنقلون بين عدنوصنعاء، قبل الوحدة، ويسمون انفسهم "الجبهة الوطنية". * هل توفرت لديك معلومات تؤكد هوية المواطنين المتهمين بالاعتداء على كوادر الاشتراكي، وتثبت انتماءهم اليه سابقاً؟ - لا. علمنا بالأمر من خلال ما قيل لنا عن القاء القبض على بعض المشتبه بهم. وتردد انهم من المنتمين إلى هذا الاتجاه السياسي الذي عارض السلطة السياسية في الشمال اليمني قبل اعلان الوحدة. * أعلن سالم صالح محمد، الامين العام المساعد للحزب الاشتراكي وعضو هيئة مجلس الرئاسة اليمني، ان العناصر المتهمة بأعمال عنف تستهدف الاشتراكي تحتمي لدى القبائل وتستجير بها من ملاحقة السلطات الرسمية. ما ردك على ذلك؟ - هذه التصريحات الاتهامية لا اساس لها من الصحة. لم يلجأ إلى القبائل اي مواطن قام بأعمال عنف، سوى العناصر المنتمية إلى الاشتراكي. وتم القاء القبض على عدد منهم. العناصر الباقية يجري البحث عنها. * اذن انت تنفي حماية القبائل عناصر ارتكبت اعمالاً مخلّة بالأمن؟ - نعم أنفي هذا الامر. القبائل لا تؤيد اعمال العنف والتخريب والاخلال بالأمن اطلاقاً. الخطة الأمنية غير واقعية * ما رأيك بالخطة الامنية التي بدأت الحكومة في تطبيقها والهادفة إلى جمع السلاح وتنظيم حيازته والحد من انتشاره؟ - السلاح جزء من الشخصية اليمنية. وحمل السلاح شيمة من شيم الرجال عندنا. ولم يكن حمل السلاح سبباً للعنف في البلاد. اليمنيون لم يحملوا السلاح لارتكاب الجرائم او لممارسة الارهاب. وفي الوقت الذي تخطط الحكومة لنزع السلاح اصبح السلاح منتشراً في العالم كله، علماً ان اليمنيين اعتادوا حمل السلاح من قديم الزمان. * هل تعتقد ان الخطة الامنية غير واقعية، وغير ممكنة التنفيذ؟ - نعم الخطة غير واقعية ومن اراد ان لا يطاع فليأمر بما لا يستطاع. * ما التدابير التي تراها واقعية وممكنة التنفيذ للقضاء على ظاهرة العنف المستشري في الجمهورية اليمنية؟ - ان تطبق الشريعة الاسلامية، اي تنفيذ القصاص الشرعي بحق القاتل وقطع يد السارق، لو طبقت الحكومة احكام الشريعة لسهل القضاء على العنف. * حتى مع وجود السلاح وتوفره بكثرة لدى المواطنين؟ - طبعاً. السلاح لدى القبائل عون للدولة في كثير من الاوقات. القبائل ساعدت الحكومة وساندتها في فترات طويلة من تاريخ اليمن. لا سيما خلال الفترة الانتقالية. كل شيء مؤقت * لمناسبة الحديث عن الفترة الانتقالية، هل تعتقد انها حققت الاهداف المرجوة منها، وما رأيك بما تحقق؟ - الفترة الانتقالية غير طبيعية. * بأي معنى؟ - بمعنى ان كل شيء فيها مؤقت مؤقت. حتى الوزير سيعتبر نفسه مؤقتاً. * حتى مجلس النواب المكلف الموافقة على قوانين ذات طابع مصيري واتفاقات مهمة لمستقبل اليمن؟ - نعم كل شيء مؤقت. حتى كبار الموظفين لديهم شعور بأن كل شيء مؤقت. وهذا يخلق شعوراً سلبياً يحرض على عدم الالتزام بانجاز ما يتوجب انجازه. وهذا يؤدي بدوره إلى اهمال امور الناس. * هل يفهم من كلامك ان السبب الاساسي لعدم استكمال المهام الرئيسية المفترض انجازها خلال الفترة الانتقالية، كتوحيد القوات المسلحة والعملة، هو الشعور بأن كل شيء مؤقت لدى المسؤولين وفي مؤسسات دولة الوحدة؟ - اعتقد ان جوابي واضح بما فيه الكفاية. الفترة الانتقالية اربكت المواطنين وخلقت لدى الناس شعوراً بالضياع ولدى الموظفين عدم الشعور بالمسؤولية على تفاوت درجاتهم. * ما البديل؟ وهل كان من المفترض عدم وجود فترة انتقالية بعد إعلان الوحدة؟ - كيف يمكن افتراض عدم وجود فترة انتقالية؟ الفكرة كانت جيدة انما نفذت بشكل خاطئ. الانتقالية قربت من نهايتها. * هل تنصح بتمديد الفترة الانتقالية لاستكمال الامور الاساسية التي لم تتحقق، بعد تقويم الاخطاء التي اعترت الاداء الرسمي في اجهزة الدولة؟ - تمديد الانتقالية غير وارد بالنسبة الينا. المسؤولون في الحزب الاشتراكي وحزب المؤتمر يؤكدون على التمسك بانهاء الانتقالية في موعدها. * هل تعتقد ان اعادة تنظيم القوات المسلحة وتوحيد العملة وانجاز كل القوانين الاخرى المنظمة لحياة الناس من الامور الممكنة خلال خمسة اشهر هي كل ما تبقى من الانتقالية؟ - تمديد الفترة الانتقالية أمر مستحيل. لا. لا. لا. اما الامور التي لم تنجز فهي من شأنهم هم. هم المسؤولون عن هذا التقصير. ولو كانت لديهم النية لأنجزوا كل هذه المهام في فترة شهر. * حزبا السلطة المؤتمر والاشتراكي بصدد التحضير لاقامة تحالف جبهوي واسع. هل يفكر حزب التجمع اليمني للاصلاح في الانضمام إلى اي من هذه التحالفات قيد التشكيل، وعلى اي اساس؟ - ما دامت دولة الوحدة اعلنت التعددية ورفعت شعار الديموقراطية فلا يجوز لها ان تحاول الالتفاف على هذه الديموقراطية بأية وسيلة من الوسائل. التعددية الحزبية التي دعت اليها دولة الوحدة وكفلها الدستور الوحدوي لم تتبلور حتى الآن. الاحزاب لم تستكمل بناء اسسها الصلبة، ولم يصلب عودها بعد، في هذه الفترة المبكرة من عمر الديموقراطية، لكي تدعى إلى الانخراط في تحالفات عريضة مع احزاب عريقة كالمؤتمر والاشتراكي. الديموقراطية لم تترسخ بعد في اليمن. كل شيء جديد. كل شيء جديد. * اذا دُعي حزب الاصلاح إلى دخول تحالف عريض عماده حزبا السلطة المؤتمر والاشتراكي ما سيكون ردك؟ - الرد سيكون لا. نحن نفضل التنسيق مع احزاب المعارضة ومع احزاب غير مشاركة في السلطة. زيارة السعودية * تردد منذ اشهر انكم بصدد تشكيل وفد شعبي غير رسمي يقوم بجولة على عواصم دول مجلس التعاون بهدف تجاوز سلبيات المرحلة الماضية. هل ترون ان الظروف الحالية مناسبة لذلك؟ - هذه الفكرة راودت اذهان كثيرين من مشايخ وعقلاء اليمن، وشخصيات اجتماعية ورجال اعمال ولا تزال تراود افكارنا. خططنا لارسال وفد شعبي يزور المملكة العربية السعودية ودول الخليج الاخرى. لكن حتى الآن لم تخرج الفكرة إلى حيز التنفيذ. * ما الاسباب التي حالت دون ذلك؟ - تأخر تنفيذ الفكرة لاعتبارات كثيرة اهمها: ان الاجواء بين اليمن ودول الخليج تكتنفها سحب كثيرة، وان ارسال الوفد الشعبي اليمني إلى دول الخليج يفترض التشاور المسبق مع هذه الدول والوقوف على رأيها مسبقاً. ونحن لم نتصل بهذه الدول حتى الآن. * في اطار ما اشرت اليه من تلبد اجواء العلاقات اليمنية الخليجية، هل تعتقد ان الاتفاق الاخير بين الجمهورية اليمنية وسلطنة عمان سيؤدي إلى ايجاد ظروف مناسبة لتنقية الاجواء اليمنية الخليجية؟ - نأمل ذلك. العلاقات الشعبية بين اليمن والمملكة العربية السعودية اكثر من رائعة. وما بين النظامين من جفوة ليس سوى سحابة صيف نأمل ان تنقشع قريباً. * زرت المملكة العربية السعودية حديثاً وتردد انك التقيت الملك فهد بن عبدالعزيز وكبار المسؤولين وأعلنت ان مهمتك "تكللت بالنجاح". ما الذي تكلل بالنجاح؟ - ذهابي إلى المملكة العربية السعودية، او ذهاب اي مواطن يمني امر طبيعي وغير مستغرب. القطيعة هي الامر المستغرب قابلت خادم الحرمين الشريفين الملك فهد وسمو الامير سلطان بن عبدالعزيز وسمو الامير نايف بن عبدالعزيز وناقشنا اموراً كثيرة لا داعي لذكرها. وقلت بعد انتهاء زيارتي إلى المملكة: "نحن نجحنا في قضية الطلاب اليمنيين الراغبين في الدراسة في المملكة، وان مهمتنا "تكللت بالنجاح". لقد قمت بالامورالمتوجبة عليّ من اجل مصلحة بلدي. وهذا دأبي. وأنا اوظف علاقتي بالمملكة العربية السعودية لخدمة مصالح بلدي. * ما الوسيلة التي ترونها مناسبة لترسيخ العلاقات بين البلدين؟ - الوسائل التي تعين على ذلك كثيرة. * ما الذي تنصح به الحكومة اليمنية؟ - هناك قنوات كثيرة لا بد ان تسبقها خطوة مهمة وهي: هدنة اعلامية بين الجانبين. لا بد ان يلتزم الاعلام بالابتعاد عن الاتهامات وأن يكون مهذباً وعلى شيء من الود والاحترام. هذه هي الخطوة الاولى لتجاوز الجفوة بين بلدين حدثت بينهما خلافات. الخطوة الثانية سياسية وتبدأ من خلال اتصالات عبر اقنية مختلفة. ليس هناك شيء مستحيل اذا توفرت الرغبة لدى الجانبين لترسيخ العلاقات بين البلدين. العلاقات بين الدول معرضة دائماً لتغيرات كثيرة. قد تصل العلاقة إلى ذروة السوء وسرعان ما تعود إلى ثقة الود والايجابية. * هل تعتقد ان الظروف الحالية مؤاتية؟ - الظروف مؤاتية وأقنية التواصل موجودة. ومن جد وجد. المسؤولون مقصرون * ما رأيك باتفاق ترسيم الحدود بين الجمهورية اليمنية وسلطنة عمان؟ وهل انت راض عنه؟ - نعم انا راض عنه. وهو اتفاق موفق ومعقول وخطوة مباركة وهو صورة عن اداء المسؤولين الجدي لخدمة بلدهم. * هل تعتقد ان اتفاق ترسيم الحدود مع سلطنة عمان يمكن ان يساعد على تطبيع العلاقات مع دول اخرى؟ - نعم والاتفاق دليل حسن نية. * اذن انت تنصح بهدنة اعلامية تليها اتصالات سياسية يمنية خليجية؟ - نعم. هدنة حتى ولو من جانب واحد. الناصح هو الذي يبادر. على الذكي ان يبادر ويبدأ بنفسه. * هل يفهم من كلامك انك غير راض عن الاداء الاعلامي في الجمهورية اليمنية التي تشهد كماً هائلاً من المطبوعات اليومية والاسبوعية؟ - نعم انا غير راضٍ عن الكيفية التي يتعاطى من خلالها الاعلام اليمني مع دول مجلس التعاون. وأعلنت هذا الامر في غير مناسبة. انا ضد التفاهات التي نقرأها في بعض المطبوعات المحلية. في الوقت نفسه انا غير راضٍ عن الاسلوب الذي يعتمدونه في بعض الدول للحديث عن اليمن. نحن دول اسلامية شقيقة. * تردد ان بعض القيادات الدينية المتشددة في التجمع للاصلاح افتتت بجواز قتل كوادر الحزب اليمني الاشتراكي. هل لديك علم بهذه الفتوى؟ - هذا غير صحيح. وهذه اعمال الذين لا يؤمنون بالاسلام. الحكومة امسكت ببعض الخيوط، بعد ان القت القبض على عدد من المشتبه بهم في محاولة اغتيال وزير العدل عبدالواسع سلام. كذلك حوادث اطلاق الرصاص في إب وصعده. * هل انت راضٍ عما تحقق خلال الفترة الانتقالية؟ - اي شيء يتحقق لمصلحة البلاد انا راضٍ عنه. اما بقاء الجيش جيشين والعملة عملتين وعدم استكمال القوانين فهي نواقص يتحمل مسؤوليتها الحزب الاشتراكي والرئيس علي عبدالله صالح. نحن نتهمهم بالتقصير والمماطلة. هذه الامور الحيوية لم تنجز، وستقوم بها السلطة المنتخبة بعد انتهاء الفترة الانتقالية. السلطة الحالية مزدوجة والسلطة المقبلة، بعد اجراء الانتخابات، ستكون منتخبة. في حين ان السلطة الحالية جاءت من خلال تقاسم الوظائف بين المؤتمر والاشتراكي، وليس عن طريق انتخابات. استولوا على السلطة بموجب اتفاق بين نظامين كانا موجودين في السلطة في شطري اليمن قبل الوحدة. * هل تشعر ان حزب التجمع الذي ترأسه تتوفر لديه شروط الفوز بالموقع الثاني في الجمهورية اليمنية بعد اجراء الانتخابات؟ - هذا الامر سابق لأوانه. * كل معارك التجمع السياسية تصب في هذا الاتجاه وهدف انتزاع النصيب الثاني في السلطة، كما يتردد، في اساس العداء المستحكم بين التجمع والاشتراكي؟ - هذا غير صحيح. اهدافنا للحصول على نصيب في السلطة مشروعة. * حتى لو كانت الوسائل غير مشروعة، احياناً، وأحياناً اخرى من خلال تحالفات غير مفهومة، كالتحالف مع حزب البعث؟ - نحن حزب جماهيري واسع. والتنسيق مع احزاب خارج السلطة ليس عيباً.