مهما كانت احلام السعادة كبيرة فإنها اقل من واقع سعادة لاعبي الزمالك وجماهيره ببطولة الدوري المصري لكرة القدم. انتظرت اسرة الزمالك كثيراً حتى تعود اليها الدرع, فآخر مرة فاز بها الفريق بالبطولة كانت عام 1988، وفي الموسم الماضي كانت الدرع على مشارف ميت عقبة - المنطقة التي يقع فيها النادي والتي ارتبطت باسمه - ولكن بقدرة قادر مالت الكفة لصالح الاسماعيلي.- وكانت جماهير النادي تخشى ان يتكرر هذا المشهد في الموسم الحالي لكن المنافسات مرت على خير... ليحقق الفريق الفوز بالبطولة للمرة السابعة. والواقع... انها من المرات القليلة التي يجمع فيها الخبراء والنقاد ومدربو الاندية على ان الزمالك هو الفريق الذي يستحق بطولة الدوري. مقومات الفوز تجمعت لهذا الفريق كل مقومات الفوز, فتربع على القمة منذ الاسابيع الاولى, ولم يزحزحه عنها احد, وابرز هذه المقومات كما يراها المراقبون والمحللون هي التالية: - جهاز فني قوي: يضم الاسكتلندي ديف ماكاي نجم توتنهام الانكليزي في عصره الذهبي... وابرز لاعبي منتخب بلاده في اواخر الخمسينات والستينات, ومدرب توتنهام وعدد من الاندية الاوروبية والعربية... آخرها العربي الكويتي الذي صنع منه فريقاً يحصد البطولات. ومع مكاي... فاروق جعفر الذي يمثل احدى ظواهر الكرة التي لن تتكرر في مصر, فهو لاعب فذ, وقائد وسط نموذجي طوال السبعينات وبداية الثمانينات وقد تولى دراسة كرة القدم في كلية التربية الرياضية وحصل على الماجستير وقريباً يناقش رسالة الدكتوراه. ويقود الجهاز الاداري سمير السيد, وهو من الاكفاء في هذا المجال, وقد رشحه الجوهري ليتولى مسؤولية المنتخب الاولمبي الذي تأهل لبرشلونة ولكنه رفض. - إدارة قوية: مرّ نادي الزمالك بمنعطفات مشاكل لا حصر لها وكانت هناك خلافات حادة بين اعضاء مجلس الادارة والمهندس نورالدين الدالي ولكنهم جميعاً حرصوا على عزل الفريق عن المشاكل فواصل المسيرة بنجاح منقطع النظير الى ان وصل الى بر الامان. والفضل في ذلك يعود الى الجهاز الفني بالدرجة الاولى. - توافر مجموعة لاعبين ممتازيين ابرزهم حسين السيد حارس المرمى الكفء, وحسين عبداللطيف, هذا الصعيدي الذي جاء الى القاهرة وكاد يعود الى المنيا يحمل معه الفشل لولا الجهاز الفني الذي اعاد اليه الثقة فأصبح احسن ظهير ايمن في مصر. وقد فرض وجوده في المنتخب ليهدد ابراهيم حسن المحترف في سويسرا, واشرف قاسم الغزال الفنان واحمد رمزي الظهير العصري واسماعيل يوسف دينا خط الوسط وعصام مرعي الاكتشاف الجديد الذي تألق في الزمالك بعد ان كان يجلس على الخط في المقاولين, ورضا عبدالعال الموهوب جداً والنيجيري ايمانويل الصاروخ الذي يهدد اي فريق وجمال عبدالحميد صاحب الرأس الذهبية وايمن منصور المهاجم الخطير الذي فشل في نادي صحار العماني - درجة ثانية - ليعود الى القاهرة في الموسم نفسه ويستأنف نشاطه الكروي مع بطل الدوري. ان كل هذه الاسماء وغيرها باستثناء ايمانويل تستطيع ان تلعب للمنتخب. - الجماهير الوفية: فقد حرصت جماهير الزمالك على ان تقف خلف اللاعبين وتؤازرهم وتسافر وراءهم من محافظة الى اخرى الى ان تكللت جهودهم بالنجاح, وكانت فرحة هذه الجماهير كبيرة جداً عندما فاز فريقها على الاهلي فثأر لنفسه وتضاعفت الفرحة بالفوز على الاولمبي لأنه وفر الاطمئنان بنسبة 99 في المئة. ثم كانت نهاية المشوار امام الاسماعيلي بالتعادل 1/1. مواجهة المتاعب يرى المهندس نور الدين الدالي رئيس نادي الزمالك ان الفريق كان يستحق البطولة في الموسم الماضي لولا اللاعبين, وسوء التحكيم, وهذا الموسم كان من الضروري مواجهة كل المتاعب, وبالفعل تكللت الجهود بالنجاح بعد موسم كروي فاشل لسوء التنظيم من قبل اتحاد الكرة, ولاشك ان مواصلة الزمالك للمشوار بالقوة نفسها رغم توقف المسابقة مرات كثيرة يعني انه الاجدر والاحسن والافضل اعداداً واستعداداً. وقال ان الجهاز الفني له فضل كبير... وسيواصل هذا الجهاز عمله في الموسم المقبل ليحقق الفوز بالدوري. أما ديف ماكاي فقد عبر عن سعادته الشديدة وقال: "شيء رائع ان ينجح الانسان في التجربة الاولى له في مصر, ان الموسم كان طويلاً والمنافسة كانت قوية ولكن الزمالك هو افضل الفرق على الاطلاق ولعله من المنطقي ان يحتفظ الفريق بالدرع لسنوات قادمة لان مجموعة الاعبين التي يضمها ممتازة خاصة عندما تلتزم". وابدي ماكاي ارتياحه لما تحقق وقال: لم يكن هناك مبرر واحد لأن نخسر البطولة... ان ما يحزنني الآن هو الهزيمة الوحيدة التي تعرض لها الفريق في الدور الاول امام الاهلي لأن الزمالك كان الافضل. موسم قوي ويعتقد فاروق جعفر مدرب الزمالك ان الموسم كان قوياً جداً... وساخناً الى اقصى درجة... وكان من الممكن ان يزداد سخونة وقوة لو ان الاهلي لم يخرج من المنافسة. وقال فاروق: يخطئ من يظن ان الزمالك ارتاح لابتعاد الاهلي عن صراع القمة لأن حلاوة النصر لا تكون ممتعة من دون صاحب اكبر رصيد من البطولات والانجازات. وأضاف: الطموحات لن تقف عند الدوري ولكنها ستمتد الى آفاق اكبر واوسع... وهي الفوز بالبطولة الافريقية والاستمرار على القمة الكرة في مصر لسنوات قادمة. والمدهش ان بطل الدوري في الموسم الماضي اقتنع تماماً ان الزمالك هو الافضل... وانه ليس بمقدر فريق آخر ان ينتزع منه البطولة. يقول صلاح ابو جريشة مدرب الاسماعيلي: لقد هاجموني كثيراً... وارهقوا اللاعبين نفسياً بمقارنات بيني وبين شحتة وقالوا ان الفريق لم يلعب كرة حلوة كما كان يلعب, وردي على هؤلاء ان الفارق كبير بين هذا الموسم والموسم الماضي. ويضيف: هذا الموسم كانت المنافسة شديدة وشرسة وكان المستوى مرتفعاً ومع ذلك ظل الاسماعيلي منافساً الى ان اصبح المنافس الوحيد ولولا عدم التوفيق في مباريات قليلة - بسبب صراعات داخلية - لاستمر الفريق على القمة... اما في الموسم الماضي فلم يكن هناك الا الاهلي والزمالك... وكلاهما لم يكن في مستواه. ويقول: بلا جدال... الزمالك هو افضل فرق مصر... ومن الممكن ان يظل على القمة اذا اخلص اللاعبون. أول المهنئين ويؤكد انور سلامة المدير الفني للاهلي ان الزمالك بالفعل يستحق البطولة... وقد كنت من اول المهنئين للاعبين والجهاز الفني ان التنافس شيء... والاعتراف بحجم الجهد الذي بذلته ادارة الزمالك واللاعبون شيء آخر. اما صلاح حسني مدير جهاز الكرة في الاهلي فلم يخف حزنه لعدم دخول فريقه حلبة الصراع على القمة... ولكنه بارك للزمالك فوزه بالدوري وقال: بمنتهى الصراحة... الزمالك افضل فرق مصر في الوقت الحالي, وهو اصبح مصدر خطورة على الاهلي في هذه الفترة اكثر من اي وقت مضى.