خلال العامين الماضيين اثبت فريق الاسماعيلي انه جدير بالانضمام الى كل من الاهلي والزمالك في المنافسة على بطولتي الدوري والكأس، ولاعبو الاسماعيلي الذين يطلق عليهم في مصر اسم "الدراويش" نجحوا في الفوز في الموسم قبل الماضي بدرع الدوري التي ظلت محافظة الاسماعيلية - معقل الاسماعيلي - تفتقدها طوال 24 عاماً، وفي الموسم الماضي ظل الفريق ينافس على البطولة الى ان حسمها الزمالك لصالحه، وجاء الاسماعيلي ثانياً قبل الاهلي والمحلة. وبسبب هذه الصحوة انطلقت انغام "السمسمية" في المدرجات وفي شوارع المدينة، و"السمسمية" هي آلة موسيقية شعبية تشتهر بها الاسماعيلية وتستخدمها الجماهير في التعبير عن فرحتها عند الفوز عادة، او عند تشجيع اللاعبين في المدرجات. وفي حين كانت الدلائل تشير الى ان "الدراويش" سيواصلون الزحف نحو الفوز ببطولة الدوري، لا سيما انهم اكدوا وجودهم في الموسمين الماضيين، في حين كانت المؤشرات تؤكد انهم سيفوزون بدرع البطولة الافريقية للاندية، تراجع اللاعبون خطوات الى الوراء ففقدوا خمس نقاط من ست في المباريات الثلاث الاولى في الدوري، وتعادلوا على ملعبهم مع الهلال السوداني 1/1 في لقاء الذهاب للدور قبل النهائي للبطولة الافريقية. وهنا بدأ صوت "السمسمية" يخفت ولكنه لم يسكت. الظلم الفادح يرى شحتة المدير الفني للدراويش ان ظلماً فادحاً قد نزل بلاعبي الاسماعيلي، فألحق بهم ضرراً لم يتعرض له ناد اخر، وبالتالي انعدم تكافؤ الفرص. ان الاسماعيلي من افضل فرق مصر في الموسمين الاخيرين وبطبيعة الحال لم يحدث هذا التقدم من فراغ وانما من جهود كبيرة على كل المستويات، ولان فرق الاقاليم تشعر عادة بأنها فرق درجة ثانية من حيث الاهتمام الاعلامي والجماهيري، فقد وقعت بعض التجاوزات من لاعبي الاسماعيلي نتيجة الضغط العصبي عليهم، وكان لا بد من عقابهم. ويضيف: ان صور العقاب كثيرة ومتنوعة وهي تجمع بين الغرامات المالية العالية، ووقف اللاعبين المخطئين، ولكن ان يقرر اتحاد كرة القدم اقامة اربع مباريات للاسماعيلي على ملعبه من دون جمهور، فهذا ما لم يحدث في اي مكان في العالم. وعندما اشتكت ادارة النادي زاد اتحاد الكرة من عقوباته وانتقم بنقل المباريات الى خارج الاسماعيلية ومن دون جمهور. اما علي ابو جريشة مدرب الفريق فيرى على الرغم من كل العراقيل التي تقف امام لاعبي الاسماعيلي ان "السمسمية" التي تعزف اجمل الالحان لن تسكت وسيرتفع صوتها في القريب، سواء في مباريات الدوري او البطولة الافريقية. ويقول ابو جريشة: ان اتحاد الكرة في مصر لا يزال يفرق بين الاندية في المعاملة، وهو يجامل الاهلي والزمالك، ويتخذ مواقف متشددة ازاء الاندية الاخرى، والدليل على ذلك ان الاسماعيلي يدفع ثمناً غالياً لاخطاء وقع فيها بعض اللاعبين الموسم الماضي، ولو ان لاعبي الاهلي والزمالك ارتكبوا الاخطاء نفسها لما كانت العقوبات بهذا الحجم الذي اثر في نفوس اللاعبين والجمهور فانعكس الامر على الاداء العام. اما فوزي جمال كابتن الدراويش - الذي تألق بشدة في الاونة الاخيرة واصبح احد ابرز نجوم المنتخب - فقد ابدى حزنه الشديد لان فريقه الذي ظل يصول ويجول في الموسمين الماضيين، ولم يزد الفارق بينه وبين الفريق الذي يحتل الصدارة اكثر من نقطة او نقطتين قرب نهاية الموسم، اصبح حالياً في المؤخرة بعد ثلاث مباريات. فهو يبتعد عن الزمالك بفارق خمس نقاط، وهو فارق كبير جداً، لا يعكس حقيقة التفاوت في المستوى، فالاسماعيلي يمر في ظروف قاسية جداً، ففي المباراة الاولى للدوري التي اقيمت في الاسكندرية وفاز بها الاتحاد على الاسماعيلي 1/صفر ، غاب عن فريق الدراويش ثمانية من لاعبيه الاساسيين لايقافهم او اصابتهم، وبقدرة قادر خطف الاتحاد هدف الفوز من ضربة جزاء، وهو الفريق الذي كان الاسماعيلي يهزمه في الاسكندرية بفارق هدفين، وثلاثة، واحياناً اربعة وكانت المباراة الثانية مع الزمالك في الاسماعيلية من دون جمهور وبعد ان هيأ الجهاز الفني نفسه للقاء جاء قرار اتحاد كرة القدم بنقل المباراة الى الاسكندرية من دون جمهور ايضاً، فأصبح العقاب انتقاماً، وهو ما رفضه الكابتن شحتة، وتقرر اللعب مع الزمالك بفريق تحت 19 سنة، وفاز الزمالك 3/1 بصعوبة، اما اللقاء الثالث فكان مع طنطا في طنطا وانتهى بالتعادل وهو نتيجة طبيعية في ظل هذه الظروف. ويؤكد كابتن الاسماعيلي: نحن افضل فريق في مصر ولا يساوينا الآن الا الزمالك، لذلك ستستمر المنافسة معه، وسيفوز الحصان الذي يحسن انهاء السباق.