بدأت يوم 2 ايار مايو الجاري اولى مراحل بناء النظام السياسي الجديد في السودان تحت اسم "المؤتمرات الشعبية"، وعقدت مؤتمرات نموذجية في كل محافظات السودان وعددها 66 محافظة. والملاحظ ان المؤتمرات الثلاثة التي عقدت في ولاية الخرطوم كانت في مناطق الكلاكلة جنوبالخرطوم، وهي دائرة مقفلة للجبهة الاسلامية القومية التي يتزعمها الدكتور حسن الترابي فيما عقد مؤتمر محافظة أم درمان في منطقة بيت المال وهي الدائرة الانتخابية التي كان يفوز فيها الزعيم السوداني اسماعيل الازهري. ثم فاز فيها بعده زعيم الحزب الشيوعي عبدالخالق محجوب الذي اعدمه جعفر نميري عام 1971، وفي آخر انتخابات نيابية فاز فيها حزب الامة الذي يتزعمه السيد الصادق المهدي. اما في محافظة شرق النيل فقد عقد المؤتمر النموذجي في منطقة شمبات وهي دائرة ظلت مقفلة طوال العهود الديموقراطية للحزب الاتحادي، وكان يفوز فيها الوزير الراحل عبدالماجد ابو حسبو، وفاز فيها في آخر انتخابات برعاية السيد حسن عبدالقادر احد قادة الحزب الاتحادي ونائب رئيس الجمعية التأسيسية السابق. وقد حظيت المؤتمرات الشعبية للنظام السياسي بتغطية اعلامية رسمية وحضرها مسؤولون سودانيون قالوا ان هذه التجربة تختلف عن نظام التعددية الحزبية ونظام الحزب الواحد. وذكرت مصادر رسمية ان اختيار حكومة الرئيس عمر البشير لعقد اول المؤتمرات الشعبية للنظام السياسي الجديد في مناطق هي اساساً مواقع نفوذ تقليدي للاحزاب السياسية المحلولة اشارة الى ان الحكومة "اصبحت في مأمن سياسي وشعبي". فيما يقول آخرون ان هذه المؤتمرات لم يحضرها الا مناصرو الجبهة الاسلامية القومية فقط الذين يؤيدون سياسة حكومة البشير من دون تحفظ. "الوسط" سألت العميد حسن حمدين امين النظام السياسي الجديد عن تقييمه للمؤتمرات الشعبية فقال انها "ناجحة وعكست تعلق السودانيين بالديموقراطية" وذكر "ان سياسة الحكومة الداخلية والخارجية لم تسلم من الانتقاد" موضحاً انه بعد نهاية بناء النظام السياسي سيتم انتخاب رئيس الجمهورية ونائبه بطريقة مباشرة من القاعدة. ولكنه لم يحدد موعداً زمنياً لذلك.