دعا ناشطون سودانيون إلى بدء اعتصام اليوم في ثلاثة ميادين حتى إسقاط نظام البشير. وحدد الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أماكن التجمعات والميادين التي سيتم بدء الاعتصام بها، وهي ميدان الرابطة بحي شمبات بمدينة "الخرطوم بحري" شمال الخرطوم، وميدان في منطقة بري، شرق الخرطوم، أطلق عليه اسم "صلاح سنهوري"، وتجمع في ميدان مقابل لمركز للشرطة في منطقة الكلاكلة جنوبالخرطوم. وبدأ أمس اعتصام دائم في الميدان المقابل لمنزل قتيلها صلاح مدثر السنهوري الذي تحول إلى رمز للثورة باعتباره القتيل الأول الذي سقط في تظاهرات لم تصاحبها أعمال شغب. وفيما اعتقلت ناشطة أمس، شهدت ضاحية الكلاكلة وقفة احتجاجية ضمت العشرات من الرجال والنساء أمام مركز للشرطة ورفعت شعارات مناوئة للحكومة داعية إلى رحيلها فورا، ووعدت نساء شاركن في التظاهرة باستمرارها بشكل يومي حتى لا تظن الحكومة أن جذوة الثورة انطفأت. وشهدت كلية الطب بجامعة الخرطوم خروج المئات من الطلاب منددين بالعنف الذي استخدمته الحكومة ضد المتظاهرين وحاول الطلاب الخروج للشارع غير أن قوات مكافحة الشغب استخدمت الغاز المسيل للدموع وأجبرتهم للعودة إلى داخل مقر الكلية. وفي السياق، اعتبر زعيم حزب الأمة المعارض، الصادق المهدي، أن نهاية حكم الرئيس السوداني عمر البشير باتت وشيكة، وقطع بأن الاحتجاجات في بلاده ستتواصل لأن أسبابها الموضوعية لا تزال قائمة، مطالبًا الشعب بمواصلة الاحتجاجات. ووصف المهدي، خلال كلمة له أمام أنصاره المعتصمين بالمركز العام لحزبه في مدينة أم درمان، غرب الخرطوم، النظام بأنه "مستبد وفاسد". وكان المئات من أنصار المهدي تجمعوا في دار الحزب وسط إجراءات أمنية مشددة، للمشاركة في تأبين ضحايا الاحتجاجات التي شهدتها الخرطوم. وحاصرت سيارات من الأمن والشرطة دار الحزب وحالت دون وصول العشرات للدار، بينما أعلن تحالف المعارضة مقاطعته لحفل التأبين الذي نظمه حزب الأمة القومي لقتلى الاحتجاجات. وحذّر المهدي، قادة النظام الحاكم، قائلا "وصلتم للنهاية والأفضل لكم أن تأتي النهاية عبر مخطط وطني جامع وواع من أن تأتي على يد مغامرين". وطالب المهدي أنصاره بأن يرددوا خلفه "الشعب يريد نظام جديد"، بينما كانت الغالبية تردد "الشعب يريد إسقاط النظام". من جانبه حذر رئيس حزب المؤتمر الشعبي المعارض حسن الترابي من اندلاع حرب أهلية إذا استمرت الأزمة السياسية، داعيا الرئيس عمر البشير إلى الرحيل. وقال "نأمل بأن يمضي النظام بسلام من نفسه قبل أن يضطر الناس لحمل السلاح وتستعر في البلاد حرب أهلية"، مضيفا "لا يمكن لهذا النظام أن يبقى بالأطر الاستبدادية التى عليها". كما دفع المتحدث الرسمي باسم الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي يتزعمه محمد عثمان الميرغني، إبراهيم الميرغني، باستقالته من الحزب واعتزاله العمل السياسي احتجاجاً على موقف الحزب من التظاهرات، وسط موجة غضب واسعة بصفوف الحزب يتوقع أن تسفر عن استقالات جماعية لقيادته.