توقف عدد من الوزراء اللبنانيين الذين كانوا يواكبون التدابير والاجراءات التي شملت مناطق واسعة في منطقة بعلبك - الهرمل، لمكافحة زراعة المخدرات ومنع تصنيعها، امام الكلام الايجابي الذي ورد اخيراً على لسان الرئيس جورج بوش، حيال تعاون السلطات اللبنانية، واعتبروا انه غير كافٍ طالما انه لم يقترن بترجمة التعهدات الاميركية لمساعدة لبنان الى خطوات ملموسة. وقال احد الوزراء ل "الوسط" ان التعاون الاميركي - السوري - اللبناني، اثبت جدواه، ليس في مكافحة زراعة المخدرات التي تمثلت في الاشهر الماضية باتلاف كميات كبيرة فحسب، وانما في تعقب المهربين ووضع اليد على عمليات تهريب ووقف عدد من مصانع المخدرات الموجودة في البقاع. واعترف احد الوزراء بأن خبراء اميركيين ومسؤولين في مكتب الانتربول لمكافحة المخدرات حضروا الى بيروت اخيراً وتعاونوا مع الشرطة القضائية - قسم مكافحة المخدرات، والقوات السورية المنتشرة في البقاع ونجحوا في اتلاف كميات من المخدرات - الخشخاش - والافيون.. وكشف الوزير بأن الادارة الاميركية وعدت بتخصيص مساعدة مادية للبنان اسوة بالمساعدات المقررة لدول اميركا اللاتينية لمكافحة المخدرات، اضافة الى ابداء واشنطن استعدادها لتحريك مساعدات مماثلة عن طريق المنظمات الدولية التي تعنى بمكافحة المخدرات. الا ان الحكومة اللبنانية لم تتسلم اي دفعة من المساعدات التي كانت تقدر قيمتها الاجمالية باكثر من مائة مليون دولار. كما ان الاجهزة الامنية المختصة لاتزال تنتظر وصول المعدات المتطورة التي تستخدم من اجل ضبط عمليات التهريب. واعرب الوزير عن تخوفه من ان يؤدي عدم وصول المساعدات الاميركية - الدولية المخصصة لمساعدة المزارعين لتنفيذ برامج زراعية بديلة عن زراعة المخدرات الى حصول تأخر في اتمام خطة مكافحة المخدرات... وقال "ان لبنان جاد، لكن من لا يبادر الى مساعدته، يعني انه لا يريد استعجال اقناع المزارعين بصرف النظر عن زراعة مواسم المخدرات التي تبدأ مع حلول فصل الربيع".