بدأ لبنان امس حملة اتلاف واسعة للحقول المزروعة بنبتة الخشخاش الأفيون بعدما لجأ اليها مزارعون في منطقة بعلبك - الهرمل متشجعين بكون عملية اتلاف الحشيشة خلال الخريف الماضي كانت جزئية. وقامت قوة من مكتب مكافحة المخدرات في قوى الأمن الداخلي والشرطة القضائية في مؤازرة وحدات من الجيش اللبناني بعملية الاتلاف على ثلاثة محاور: دير الأحمر - الكنيسة والبقاع الشمالي - رأس بعلبك وجرود الهرمل. وأعلن وزير الداخلية الياس المر ان المساحات المزروعة بالأفيون تقدر بخمسة ملايين متر مربع، وان عملية الاتلاف شملت امس نحو مليون ونصف المليون من الأمتار المربعة، مشيراً الى مساحات اخرى مزروعة بالأفيون ومغطاة بالثلج لم تظهر بعد في الجرود و"ننتظر ذوبان الثلج ليتم اتلافها"، موضحاً "ان عملية الاتلاف ستستمر حتى 15 نيسان ابريل المقبل"، كاشفاً عن عملية تصوير تمت من الجو للمناطق الجردية المزروعة بالأفيون. واستخدمت القوى الأمنية الجرارات الزراعية في اتلاف المزروعات ولم تسجل اي عملية اعتراض من المزارعين، وحاول المر خلال مؤتمر صحافي عقده، امس "التمييز بين المزارعين الذين لن يلاحقوا قضائياً بعد اتلاف حقولهم وبين التجار الذين يلاحقون في شكل مستمر". وأكد "ان زراعة الأفيون لا مبرر لها على الصعيد المعيشي والاجتماعي لما ينتج عنها من مادة مخدرة هيرويين نرى ضحاياها في مجتمعنا". وشدد المر على "ان القرار بالاتلاف نهائي ولا تراجع عنه لأن الأمر يتعلق بسمعة لبنان في الخارج"، آملاً من المتورطين في الزراعة "عدم الوقوف في وجه القوة التي تتلف لأن الاوامر واضحة والمهمة ستنفذ"، مشيراً الى مؤازرة القوات السورية للقوى اللبنانية في عملية الاتلاف والى "دعم مطلق من السلطات والأحزاب والقوى السياسية الموجودة في المنطقة". وأكد "ان لا سقف او غطاء فوق احد"، نافياً اي ضغوط اميركية او اجنبية على لبنان للقيام بعلمية التلف.