فوجئت الاوساط السياسية الاردنية الاسبوع الماضي بسلسلة من التصريحات التي أدلى بها مسؤولون في منظمة التحرير الفلسطينية حول احتمال اعلان اتحاد كونفيدرالي بين الاردن وفلسطين في غضون شهر وعن تقدم المنظمة بطلب من الاردن لمساعدتها على استعادة السيادة الفلسطينية على الاراضي العربية المحتلة. وجاء تصريح الدكتورة حنان عشراوي يوم الخميس 12 آذار مارس الجاري بأنه "لن يعلن رسمياً عن تشكيل اتحاد كونفيدرالي بين الاردن وفلسطين قبل شهر من الآن" مفاجأة لمسؤول اردني كبير قال لپ"الوسط" ان التوقعات باعلان اتحاد كونفيدرالي بهذه السرعة "يعتبر امراً سابقاً لأوانه". وقالت عشراوي ان اعلان الكونفيدرالية سيتم بعد لقاء قمة بين الملك حسين والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وأضافت ان "مناقشة التفاصيل جارية حالياً بين الفلسطينيين والاردنيين حول قضية الكونفيدرالية بانتظار ان تتوضح التفاصيل". وأعلن الشيخ عبدالحميد السائح، رئيس المجلس الوطني الفلسطيني من جهته ان المجلس المركزي الفلسطيني 92 عضواً سيجتمع بعد عيد الفطر في العاصمة التونسية لبحث "الوحدة الكونفيدرالية بين الاردن وفلسطين". ووصف الاجتماع المرتقب بأنه "من اهم الاجتماعات للمجلس المركزي الفلسطيني". وكان السيد ياسر عبدربه، عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة صرح بدوره بأن الاردن "يملك كل الحق انطلاقاً من قرار مجلس الامن الرقم 242، واستناداً الى الاتفاق الكونفيدرالي الاردني - الفلسطيني، بأن يطالب باستعادة الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة جنباً الى جنب مع الفلسطينيين". ويذكر ان المجلس الوطني الفلسطيني كان اقر فكرة انشاء كونفيدرالية بين الاردن والدولة الفلسطينية بعد انسحاب اسرائيل من الاراضي المحتلة غير ان الاردن لم يقر الاتفاق من جهة قانونية بانتظار موافقة البرلمان الاردني على صيغته التي لم تعلن بعد. وذكر المسؤول الاردني الكبير لپ"الوسط" ان الحكومة الاردنية "لم توافق بعد" على مشروع تقدمت به منظمة التحرير لانشاء كونفيدرالية بين الاردن والدولة الفلسطينية. وأوضح ان الموضوع "ما زال تحت النقاش ولم يتم التوصل بعد لاتفاق يسمح باعلان الكونفيدرالية في غضون شهر". وأضاف ان "للاردن تصوراً خاصاً حول شكل الكونفيدرالية المقترحة قد يختلف الى حد ما عن المشروع الفلسطيني، كما يرتبط باعتبارات سياسية اقليمية ودولية". ومن المعروف ان الاردن يتخوف من انشاء اتحاد كونفيدرالي قد يؤدي الى تحول الاردن الى ملجأ للفلسطينيين المنتشرين في العالم العربي. وقد دعا الملك حسين الى الاتفاق اولاً حول "الوضع النهائي" للفلسطينيين داخل وخارج الاراضي المحتلة قبل اعلان الكونفيدرالية. واقترح في هذا السياق قيام الدول العربية التي تستضيف الفلسطينيين بمنحهم جنسيات مزدوجة تؤهلهم للتمتع بحقوق المواطنة في تلك الدول، من دون حرمانهم من هويتهم الوطنية الفلسطينية.