أكد مصدر رسمي في سفارة السودان في لندن لپ"الوسط" تشكيل لجنة اميركية سودانية مشتركة يرئس الجانب السوداني فيها السفير عمر بريدو والجانب الاميركي السفير الاميركي الجديد في الخرطوم. ومهمة هذه اللجنة عقد اجتماعات دورية، تتحدد مواعيدها في حينه، لمناقشة مواقف حكومة الفريق عمر البشير ازاء القضايا مثار الخلاف بين البلدين، لا سيما في مجال حقوق الانسان، وما يتردد عن وجود انشطة مخلة بالامن في السودان. وفي هذا الاطار اعرب المصدر السوداني عن اعتقاده ان اللجنة المشتركة قد "تخفف من التشنجات" في العلاقات الاميركية السودانية. وفي تطور آخر لافت للنظر اعلن هيرمان كوهين مساعد وزير الخارجية الاميركي في واشنطن في 18 الشهر الحالي، اثر عودته من جولة مطولة شملت مصر والسودان وكينيا ان "العلاقات الاميركية - السودانية فقيرة جداً". لكن حدث برغم ذلك تطور ضئيل ايجابي هو توقيع السودان على اتفاق مع الاممالمتحدة يساعد على وصول مواد الاغاثة الى سكان الجنوب". وتتردد في الخرطوم اشاعات عن تدخل اميركي في السودان بعد عملية "اعادة الامل" في الصومال. وذكرت مصادر مطلعة ان المسؤولين السودانيين اعدوا لهذا الاحتمال احتياطات محددة من ابرزها: تشكيل هيئة للدفاع عن البلاد مهمتها التعبئة العامة واعادة تأهيل قوات الدفاع الشعبي. وما زاد من المخاوف السودانية تصريحات ادلى بها هيرمان كوهين في واشنطن، في 18 كانون الاول ديسمبر الحالي جاء فيها: "ان واشنطن لا تفكر في الوقت الحاضر في تنظيم عملية تدخل في جنوب السودان على غرار الصومال". لكن مساعد وزير الخارجية الاميركي لم يستبعد كلياً التدخل في الجنوب السوداني، ربما في انتظار ما ستسفر عنه اعمال اللجنة الاميركية - السودانية المشتركة. وهواجس التدخل الاميركي تداعت مؤثراته في دوائر المعارضة السودانية. مصادر اتحادية مقربة من السيد محمد عثمان الميرغني زعيم الحزب الاتحادي الديموقراطي قالت لپ"الوسط" ان الميرغني "لا يريد استباق الاحداث بل انه يراقب الوضع من دون تعليق". وفي القاهرة صرح مسؤول في التجمع الوطني الديموقراطي المعارض "ان المعارضة السودانية لن تستعين بقوات اجنبية لاسقاط النظام السوداني. واذا حدث تدخل اجنبي فسنقاتل مع النظام في خندق واحد". لكن هل يمكن ان يسفر هاجس التدخل الاجنبي في السودان عن مصالحة النظام السوداني مع معارضيه؟ مصدر رسمي في سفارة السودان في لندن قال "السودان مستهدف من جهات عدة والتدخل الاميركي محتمل ونحن نرحب بالقيادات المعارضة وندعوها للعودة الى الوطن كأفراد وليس كأحزاب". على مستوى الجنوب السوداني علمت "الوسط" ان العقيد جون قرنق غادر كينيا في 4 كانون الاول ديسمبر الحالي بناء على طلب السلطات الكينية، "لان زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان غير متعاون مع الجهود التي يبذلها الرئيس الكيني دانييل آراب موي لانهاء الحرب الانفصالية في جنوب السودان". وكان الرئيس السوداني البشير زار كينيا في 15 تشرين الثاني نوفمبر الماضي، ودعا رئيسها آراب موي الى بذل جهود جديدة لانعاش عملية السلام في الجنوب السوداني. وفي الاطار نفسه علمت "الوسط" ان الحكومة السودانية بعثت برسائل رسمية تتضمن "مساعيها الجادة لاحقاق السلام في جنوب البلاد". ويحتمل ان تكون تحركات البشير على مستوى القارة الافريقية تهدف الى محاصرة قرنق، الذي ترابط قواته عند الحدود الاوغندية - السودانية، استعداداً لشن حملة عسكرية جديدة ضد الجيش الشعبي لتحرير السودان لاضعاف ما تبقى من فلول الحركة. على صعيد العلاقة مع مصر لوحظ ان لهجة النظام السوداني تغيرت نحو مصر، وأصبحت ودية أكثر بعد التدخل الاميركي في الصومال. وفي هذا السياق تحدث الرئيس السوداني البشير، في لقاء شعبي قرب ام درمان في 18 كانون الاول ديسمبر الحالي، داعياً "الاخوة في مصر الشقيقة الى التعاون لانتاج القمح وان السودانيين لن يطلقوا رصاصة واحدة على اخوانهم في مصر" وفي اشارة ذات مغزى الى ملف النزاع الحدودي بين مصر والسودان على مثلث حلايب قال البشير: "الحدود بين الدول العربية والاسلامية ليست الا عقبات اقامها الاستعمار". وفهم من تصريحات الرئيس السوداني ان الخرطوم قد تنظر في بديل عقلاني لمعالجة ملف حلايب مع القاهرة، هذا البديل يستند الى اقامة مشاريع تكاملية مشتركة بين البلدين في المثلث الواقع على البحر الاحمر حيث مصادر النفط والثروة السمكية.