اعلن اللواء محمد عبدالحليم موسى وزير الداخلية المصري الحرب على الجماعات الاصولية المتطرفة التي تهدد امن المواطنين والاجانب في مصر، وقال في تصريحات صحافية ادلى بها "ان اجهزة الامن مصممة على سحق المتطرفين مهما كانت التضحيات". جاء ذلك بعد ان اعلنت جماعة "الجهاد" المتطرفة مسؤوليتها عن حادث التفجير الذي وقع في قطار للركاب بالقرب من اسيوط واسفر عن مصرع 4 واصابة 10 اشخاص، كما اعلنت الجماعة في بيان صادر عنها مسؤوليتها عن حادث اطلاق النار على باخرة سياحية كانت في عرض النيل بالقرب من اسيوط ايضاً، واسفر عن اصابة 3 عمال مصريين بجروح. وكانت منظمة متطرفة منشقة عن تنظيم "الجهاد" تدعى "منظمة الاتحاد الاسلامي" اصدرت بياناً اثناء المهرجان العالمي للسياحة "الاستا" الذي عقد في مصر اخيراً، هددت فيه بالاعتداء على السياح الاجانب في الاقصر واسوان. وفيما اهتمت اجهزة الامن المصرية بتأمين المنشآت والمواقع السياحية، هاجم المتطرفون الباخرة السياحية، وقطار الصعيد فيما اعتبره المراقبون السياسيون "مراوغة" لرجال الامن المصريين. وتقول مصادر امنية مصرية ان تنظيم "الجهاد" بدل من اساليبه في الفترة الاخيرة واتجه الى مهاجمة السياح، والتهديد بتنفيذ عمليات ضدهم. وقد هاجم المتطرفون فعلاً معبداً اثرياً في ادكو بقنابل يدوية مصنوعة بطريقة بدائية، وكان المهاجمون جميعهم من الاولاد الصغار دون الخامسة عشرة. وقد لجأ تنظيم "الجهاد" الى توظيف الاطفال في عمليات مراقبة تحركات الشرطة السرية، والابلاغ عنها فوراً. وتعتقد المصادر الامنية ان اكثر من 70 طفلاً في اسيوط يقومون بمهام "الناضورجية" او المراقبة لرجال الشرطة، ويستفيد المتطرفون من المعلومات التي يقدمها لهم الاطفال لارتكاب عمليات عنف ضد رجال الشرطة. وزير الداخلية المصري قال انه وضع يده على مرتكبي حادث تفجير احدى عربات قطار الصعيد، واكد ان الهدف من العمليات كان قتل حراس قناطر ديروط، لكن القنابل انفجرت في احد المتطرفين، فلقي مصرعه في الحال، كما لقي آخرون مصرعهم، فيما أصيب عشرة مواطنين في الحادث. واكد الوزير ان حادث قطار اسيوط كشف ان المتطرفين لا يستهدفون قطاعاً معيناً من الناس، وانما هدفهم اثارة الذعر في اوساط المواطنين جميعاً، وفي تصريحات لا تخلو من الحدة، قال الوزير ان اجهزة الامن ستسحق المتطرفين، مهما كانت التضحيات. ويذكر ان وزير الداخلية الحالي كان استهل عمله في كانون الثاني يناير 1990 بالدعوة الى حوار ديموقراطي مفتوح مع الجماعات المتطرفة، لكن الحوار سار في طريق مسدود، اذ بادرت جماعة منشقة عن تنظيم "الجهاد" في بني سويف، تطلق على نفسها اسم "الشوقيون الجهاديون الجدد" الى مهاجمة رجال الامن، فجرت معركة اسفرت عن مصرع 30 شخصاً من الجماعة بما في ذلك زعيمهم شوقي الشيخ. وقد ادانت جماعة الاخوان المسلمين حادث الاعتداء على قطار الصعيد، فيما اكد البابا شنودة الثالث بطريرك الاقباط المصريين ادانته للعنف، داعياً الى التحلي بروح التسامح التي ميزت علاقات المسلمين والاقباط في مصر. وهاجم الشيخ محمد سيد طنطاوي مفتي الديار المصرية الاصوليين المتطرفين ووصفهم ب "الجهلاء".