مقارنات تلقائية تدور في ذهن الطالب الجامعي الذي عاش تجربة الدراسة في السعودية ثم انتقل إلى خارجها والعكس. الكثير من الطلاب صعب عليهم التأقلم بعد أن عاشوا تجربة الغربة والنظام الأكاديمي في الجامعات الخارجية لكنهم صدموا بطريقة التعامل في الجامعات السعودية، ما اضطرهم إلى الرجوع مرة أخرى للدراسة في الجامعات الأجنبية. أمل سعيد تقول في تجربة لها:"في أول يوم لي في الجامعة تهت في ممرات الجامعة، وبعد جهد كبير وصلت إلى قسمي، إذ استقبلتني سكرتيرة القسم بالصراخ عندما سألتها عن الجدول الدراسي، وقالت لي إن الجدول موضوع على لوحة الإعلانات. توجهت بعدها إلى أول محاضرة جامعية لي وكانت الأسوأ في تاريخي الجامعي، حيث حضرتها مع طالبات في مستوى التخرج على عكس أول يوم جامعي لي في إحدى الجامعات الأميركية حيث كنت أدرس قبل ذلك، إذ جمعوا الطلاب المستجدين وأبلغونا عن جميع الأنظمة والقوانين ثم تعرف كل طالب على مرشده الأكاديمي وبعدها سجل كل مرشد لكل طالب جدوله الدراسي ليعرف الطالب في الفصل المقبل طريقة التسجيل المثلى". أما الطالب عبدالله إبراهيم الذي درس أول فصل جامعي في الولاياتالمتحدة ثم انتقل بعدها إلى الرياض فيقول:"أصعب مرحلة واجهتها في حياتي هي ذلك الفصل الدراسي. كنت أقارن تلقائياً بكل شيء، هنا الطالب المستجد ضائع، شعرت بالغربة في جامعتي هنا ولم أشعر به في الخارج. في أول يوم استقبلتنا وكيلة القسم وشرحت لنا ما يتعلق بالأنظمة والغياب والاختبارات وعرّفتنا على أعضاء هيئة التدريس ومن ثم قدموا لنا إفطاراً جماعياً شارك فيه الطلاب المستجدون وأعضاء هيئة التدريس". وتقول تهاني التي تدرس في كلية الإدارة بجامعة الملك سعود:"لدينا إمكانات عالية ومبانٍ ضخمة في الداخل على العكس من غالب الجامعات الغربية، لكن في التعامل مع الطلاب المستجدين يتفوقون علينا بمراحل. فالتعامل اللطيف مع المستجدين والابتسامة وترغيب الطالب المستجد في الجامعة والعديد من الأمور التي تؤثر في الطالب هذا هو ما ينقصنا في جامعاتنا المحلية".