نحتفل باليوم الوطني ال83 لمملكتنا الغالية، وقد حققت بلادنا إنجازات مميزة في مجالات الحياة لاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية وأسست نظام حكم راسخ يرتكز على أحكام الشريعة الإسلامية ويبني العلاقات الإنسانية على قيم العدل والمساواة ورعاية الحقوق الأساسية للإنسان. لن أعدد ما تحقق من إنجازات، فالواقع الاقتصادي المزدهر الذي تعيشه المملكة ماثل للعيان. ولكن لا بد لنا من أن نقف أمام هذا الحدث ودلالاته ومعانيه، فقد اتخذت المملكة قيماً ونظماً استطاعت بموجبها أن تحقق هذه النجاحات، وأول هذه القيم هي الإعلاء من قيمة الإنسان واتخاذ المدخل الإنساني بُعداً للتنمية الاقتصادية، من أجل تمكين الإنسان من أداء دوره في تعمير الأرض وتحسين الحياة البشرية. كما أن المملكة وضعت منذ قيامها بقيادة الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، يرحمه الله، لبنات للمجتمع الإنساني الذي ظلت تسعى لقيامه من خلال الاهتمام والتركيز على قضايا التعليم والصحة وإقامة نظام للأمن الاجتماعي وبناء العلاقات الإنسانية على قيم العدل والمساواة ورعاية الحقوق الأساسية للإنسان. لقد استطاعت المملكة خلال هذه المسيرة أن تؤسس قطاعات خدمية راسخة أصبحت أدوات لتحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة. وتعد الشركة السعودية للكهرباء واحدة منها، حيث استطاعت أن تضطلع بدور ريادي وتمكنت من تحقيق نجاحات مميزة، وأسهمت بقدر كبير في تجسيد الدور الإنساني لقيادتنا الرشيدة. لقد أسهمت الشركة السعودية للكهرباء في رفع المستوى الاجتماعي للمواطنين بجعلها الخدمة الكهربائية في متناول الجميع خلال مسيرة قصيرة بحساب الأعوام والأيام. إن النهوض الاقتصادي في المملكة وضع قطاع الكهرباء أمام عدة تحديات باعتباره أداة مساندة للمركز الاقتصادي التنافسي للمملكة وأداة لتحسين المستوى المعيشي، فضلاً عن كونه يمثل بعداً استراتيجيا مهماً لدعم الأنشطة التجارية والصناعية والزراعية والعمرانية بالبلاد. فقطاع الكهرباء كما هو معروف يعد محفزاً لاستمرار التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالاستناد إلى التخطيط السليم. وأولى هذه التحديات هي أننا معنيون بمواجهة الطلب المتنامي على الطاقة الكهربائية الذي وصلت معدلاته السنوية إلى 9 في المئة وقفزت فيه أعداد المشتركين لنحو 7 ملايين مشترك. إن ما حققته الشركة السعودية للكهرباء من إنجازات هو دعم لكل الخطوات والبرامج التي نفذتها وتسعى لتنفيذها المملكة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولى عهده الأمين حفظهما الله في جميع المجالات. إننا في الشركة نفخر بهذه الرعاية والاهتمام، وهذا بحد ذاته يشكل لنا حافزاً معنوياً ويدفعنا للسعي من أجل أن يتسق نشاطنا وفقا لرسالتنا التي تتخطى واجباتنا تجاه العملاء. لقد حققنا إنجازات مميزة حتى نهاية شهر تموز يوليو من العام الحالي 2013 ومن أهمها: زادت قدرات التوليد المنتجة من الشركة والمنتجين الآخرين من 24,083 ميغاوات في عام 2000 إلى 55883 ميغاوات بنسبة بلغت 132%. بلغت أطوال شبكات نقل الطاقة الكهربائية 53839 كلم دائري مقارنة ب 29,166 كلم دائري أي أن نسبة الزيادة 85 %. وصلت نسبة تنفيذ الخطة الوطنية لربط مناطق المملكة بشبكة كهربائية واحدة إلى 98% بزيادة 52% عما كانت عليه في عام 2000. بلغت أطوال شبكات التوزيع وتوصيلات الطاقة الكهربائية 453564 كلم دائري مقارنة ب 219,076 كلم دائري أي بنسبة زيادة قدرها 107 %. قفز أعداد المشتركين من 3,5 مليون مشترك في عام 2000 إلى 6.9 مليون مشترك أي بنسبة زيادة قدرها 98%. وصل عدد المدن والقرى والتجمعات السكانية المكهربة إلى 12558 مدينة وقرية وهجرة مقارنة ب 7406 عند التأسيس بنسبة زيادة وصلت إلى 69.6 %. أما بخصوص استعدادات الشركة لمقابلة تنامي الطلب على الكهرباء فقد قامت الشركة بتوقيع عقود لتنفيذ مشاريع لإضافة 14 ألف ميغاوات إضافة إلى 8 آلاف ميجاوات سيتم تنفيذها عن طريق مشاركة الشركة مع القطاع الخاص أو من مشاريع التحلية، وستكون كافية بحول الله حتى عام 2019. ارتفاع نسبة التوطين إلى87% حتى يوليو الماضى مقارنة ب 73% في العام 2000. أدعو الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعاً من أجل مواصلة مسيرتنا على طريق الخير والسلام. * الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء.