المملكة العربية السعودية بقيادتها الكريمة والأسرة الحاكمة وشعبها المضياف، ظلت دوماً وما زالت تقف مع الشعب السوداني في خندق واحد، من أجل تجاوز المحن التي تتعاقب عليه، والكوارث الطبيعية التي تضرب المدن والقرى في الآونة الأخيرة، فبالأمس ضربت سيول وأمطار كثيراً من المدن والقرى بما فيها ولاية الخرطوم العاصمة، إذ أتى على منطقة شرق النيل سيل عرمرم، وهم نائمون، فهدم منازلهم، وشردهم في العراء، وأصبحوا بلا مأوى ولا مسكن، وفقدوا الغالي والنفيس، وعندما شاهد العالم مأساتهم من خلال التلفاز، هبّ لنجدتهم. وكما تعودنا من خادم الحرمين الشريفين الملك الإنسان عبدالله بن عبدالعزيز دوماً نجدته وسرعة استجابته لمثل هذه الظروف، فقد وقف بجانبهم أيّده الله، وقدّم لهم المساعدة اللازمة في مثل هذه الظروف، إننا شعب السودان، لا نستغرب ذلك من المليك، وهذا الشعب الكريم المضياف، الذي يقدم لنا والآخرين من شعوب الأمة الإسلامية الذين تضربهم الكوارث، ممثلاً أروع مثل في التضامن والإخاء والتكاتف، ممثلاً ذلك في حديث سيد المرسلين الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ قال:"مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" فهذه دلالة واضحة على النهج الصحيح الذي تتبعه مملكة الخير في نهجها، وتقديم يد العون والمساعدة، ويا له من موقف نبيل أن يقتسم معك أخيك التمرة، وهذه هي القيم الإسلامية التي دعانا إليها الرسول الكريم، فإن تمسكنا بها وطبقناها على أرض الواقع حتى في إخراجنا للزكاة، لما وجدنا مسكيناً نصرفها عليه في المستقبل، ولما وجدنا محتاجاً ننفقها عليه، إنها لدعوة، أرجو أن ينفق الأغنياء في كل الدول لمساعدة المحتاجين، وأن تكون المساعدة في تبني مشروعات إنتاجية صغيرة، يتولى تمويلها مصرف، توضع فيه أموال زكاة الأغنياء، لكي تنمو هذه الزكاة، ويتم الإنفاق منها. وخادم الحرمين الشريفين وهو يقف مع المسلمين دوماً في مشارق الأرض ومغاربها، يقوم بذلك انطلاقاً من واجب الأخوة الصادقة، وهو يعرف أن المملكة هي قبلة المسلمين وملجأهم، إذا ضاقت بهم الظروف، رافعين أكفهم إلى رب العالمين في صلواتهم، ووجوههم مستقبلة القبلة الشريفة، صوب أطهر بقعة في العالم، وهي تقع في مملكة الخير، حيث بيت الله الحرام. فالشعب السوداني في الداخل والخارج، يلهج بالشكر والثناء، للموقف النبيل الذي وقفته المملكة، ويثمنون التوجيهات السامية الكريمة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين، لقيادته الرشيدة بتقديم يد العون والمساعدة، للمتضررين من الأمطار والسيول التي نسأل الله أن تكون أمطار خير ورخاء، وأن تعم بنفعها البادية والحاضرة، وأن يجزي الله المليك وشعبه المضياف خير الجزاء. علي حسن الريح [email protected]