لم تؤثر التحذيرات السابقة التي واكبت مرضى"أنفلونزا الخنازير"و"أنفلونزا الطيور"في الأحساء، بقدر ما أحدثته الموجة التي رافقت فايروس"كورونا". بعد أن تلقف المجتمع إشاعة، مفادها أن"المرض ماركة أحسائية"، وهي محل انطلاقته، وانتشاره منها. ما جعل الخوف يتزايد يوماً بعد آخر، خصوصاً مع الإعلانات المتتالية لوزارة الصحة، عن وفيات جديدة جراء الإصابة بالمرض. ما جعل الأمر لدى الكثيرين"بعيداً عن الإشاعة، وقريباً جداً من الحقيقية". وانقسم الناس بين"متهاون"و"غير مكترث"لهذا الفايروس، ولسان حالهم بقول:"مثله مثل ما سبقه من الأمراض، زوبعة وتنتهي". وبين من بات القلق من الإصابة هاجساً يعيشه، ولا يغادره. فيما شهدت المجمعات التجارية والأسواق، قلة في عدد المتسوقين. وعمد كثيرون ممن تواجدوا في المواقع العامة، اللجوء إلى وسائل الوقاية، من خلال تغطية وجوههم، ولبس القفاز الواقي، أو استخدام المعقمات، والامتناع عن لمس الأسطح وعربات التسوق في شكل مباشر". وقال إسماعيل منصور:"ذهبت وزوجتي للتسوق في أحد المراكز التجارية، الذي نادراً ما يخلو من الزحام، خصوصاً في أول يوم ما بعد الراتب. لكن المشهد كان مختلفاً، إذ كان المتسوقون قليلين جداً. وما فاجأني أن بعضهم يضع كمامات على وجهه. وبعضهم يضع قفازاً على يديه. وساقني الفضول لأسأله عن السبب، فأجابني بأنها"كورونا". وأوضح منصور، أن المسألة"تعدت مرحلة القلق والخوف، لتصل إلى مرحلة الهلع من الفايروس الغامض. حتى إن نفس المركز وضع علب التعقيم عند البوابات في تصرف المتسوقين. ما أثار دهشتي أيضاً"، مضيفاً"تصدر الفايروس أحاديث الناس، سواءً في التجمعات العادية، أو في مواقع التواصل الإلكترونية. حتى أن أصدقاء تربطني بهم علاقة من خارج الأحساء، كانوا يشددون على خطورة الوضع، وأن المحافظة تعيش وضعاً صحياً مخيفاً"، مقراًُ بأن هذا الكلام"أثار قلقي، على غرار بقية الناس". ولعبت الإشاعات دوراً كبيراً في تزايد نسبة القلق لدى السكان، من خلال نقلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومن طريق رسائل الموبايل، ومنها أن وزارة الصحة"أعلنت الأحساء منطقة موبوءة، لا يدخلها أحد، ولا يخرج منها أحد"، وشائعة أخرى أكدت أن"الفايروس ينتقل مع الرياح بسرعة كبيرة جداً، واحتمال الإصابة به مؤكد". كما تناقل الناس منذ أيام قليلة، إشاعة أخرى، تحدثت عن تقرير أعده طبيب أميركي، حذر فيه وزارة الصحة السعودية من"خطر انتقال فايروس"كورونا"، من طريق تناول الرطب غير النظيفة، التي لم تُغسل جيداً". وأكدت الإشاعة"وجوب تحذير السكان من تناول التمر قبل غسله، وذلك لأن الخفافيش المتهم الأول بنقل المرض تخلت عن كهوف الجبال، وانتقلت للعيش في مزارع الأحساء". ولم ترد تصريحات رسمية تؤكد علاقة الخفافيش بالفايروس. وعزا مهتمون هذه المعلومات، إلى"غير المنطقية". لأن هذه الشائعة جاءت قبل أيام قليلة من شهر رمضان المبارك، الذي يُعد التمر والرطب"الوجبة الافتتاحية للمائدة الرمضانية. وستبدو هذه التحذيرات ذات تأثير لارتباطها بهذه المناسبة. ولم تورد قنوات نقل هذه المعلومات اسم الطبيب الأميركي، وإلى أي جهة طبية ينتمي. فيما خلا موقع وزارة الصحة، من هذه المعلومات، ما يفندها"جملة وتفصيلاً".