قادت الصدفة الاستشارية النفسية والخبيرة الدولية للأمم المتحدة في علاج إدمان النساء الدكتورة منى الصواف لدراسة الطب النفسي بعدما كان عليها العمل والتدريب لمدة عام كامل على الزمالة بعد تخرجها في كلية الطب في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة. والدكتورة منى الصواف ولدت في المدينةالمنورة وقضت طفولتها في مدينة جدة، وتقول في حوار مع"الحياة":"همومي أكبر من أحلامي، وعزيمتي دفعتني لدراسة الطب وتخصصت في مجال المخ والأعصاب، ولكن درست الطب النفسي بمحض الصدفة، إذ وجدت أنه يجب علينا التدريب لمدة عام كامل، إذ كان إلزامياً بحيث أستطيع بعدها العمل على الزمالة خارج المملكة". وأكدت أن دراستها وتدريبها في مجال الطب النفسي كان نقطة تحول في حياتها، وزادت:"وجدت أن هذا العلم غريب وجذاب مما جعلني أنجذب له وأكملت الزمالة ودراستي فيه، وتركت تخصصي الأساسي وهو طب الأعصاب". ولفتت إلى أنها كانت من الأوائل الذين تخصصوا في مجال الطب النفسي في وقت كان فيه هذا المجال لا يلقى الاهتمام المطلوب بعكس ما هو عليه الآن، إذ بدأ المجتمع في استيعاب أهمية هذا العلم. وقالت:"تخصصت في مجال الصحة النفسية للمرأة، إذ تقدمت لجامعة لندن للحصول على درجة الدكتوراه في اكتئاب الحمل والولادة عند المرأة السعودية، وكانت الدراسة عبارة عن مقارنة ما بين المرأة البريطانية والمرأة في المجتمع السعودي من ناحية حدة الاكتئاب الذي تصاب به بعد فترة الوضع، وكانت نتيجة الدراسة والتي لم تلق الكثير من الاهتمام أن المرأة السعودية وبرغم وجود العائلة والتي تمثل داعماً لها في هذه الفترة فإنها تصاب بالاكتئاب وبنفس الدرجة التي تصاب بها المرأة البريطانية". واضافت:"بدأت بعد ذلك في العمل"الإكلينيكي"في مستشفى الملك فهد بجدة كرئيسة للوحدة النفسية وطبيبة استشارية، إذ وجدت أن هناك نوعاً من الحالات التي تأتي على استحياء لشابات وسيدات مصابات بالإدمان بجميع أنواعه، ومن هنا بدأت في الاهتمام بالإدمان عند النساء والذي يعتبر ضمن تخصصي". ونوهت بأنها استطاعت عمل أول عيادة لتشخيص وعلاج ودعم المصابات بالإدمان في مدينة جدة والتي أطلق عليها عيادات الدعم الذاتي إذ كانت بالتعاون ما بين وزارة الصحة ممثلة في الشؤون الصحية وإدارة مكافحة المخدرات. وأشارت إلى أنه في ظرف أحد عشر شهراً كان هناك عدد 33 حالة من الفتيات والنساء المصابات بالإدمان بجميع أنواعه يراجعن العيادة وذلك طلباً للعلاج. وهذا دفعنا لبذل الكثير من وقتنا لحملات التثقيف والتوعية داخل مدينة جدة وخارجها وذلك للتوعية عن بعض المفاهيم الخاطئة والاستخدامات الخاطئة. وبعد أن اتجهت الصواف إلى التخصص الأكاديمي في هذا المجال دخلت في عضويات اللجان الاستشارية للجمعيات الدولية للوقاية من المخدرات وتم اختيارها كخبيرة دولية لمكتب مكافحة الجريمة والمخدرات التابع للأمم المتحدة في شمال إفريقيا والشرق الأوسط في مجال علاج الإدمان عند النساء. وعن أهم الصعوبات التي واجهت الصواف خلال مشوارها المهني قالت:"كانت فكرة التخصص في الطب النفسي هي أول وأهم صعوبة واجهتها ،ذلك أن هذه الفكرة لم يكن مرحباً بها لا من قبل أسرتها ولا من قبل المحيطين بها من أساتذة ومعلمين، وعزت سبب هذه المعارضة إلى المفاهيم الخاطئة والثقافة البسيطة وعدم المعرفة الكافية بماهية هذا العلم". وأضافت:"من ضمن الصعوبات التي واجهتها عدم تفاعل المسؤولين مع الأفكار الخاصة بتطوير وتحسين العيادات والأقسام، وذلك بسبب أن النظرة للمريض من هذه النوعية لم تكن نظرة منصفة، بعكس مرضى الكلى وغيرهم". وترى الصواف أن غياب المعلومة والإحصاءات الدقيقة والأرقام كان من ضمن الصعوبات التي واجهتها خصوصاً عندما كانت تخرج للخارج لتقديم دراسات أو محاضرات.