تساءلت استشارية الطب النفسي خبيرة الأممالمتحدة في علاج الإدمان عند النساء الدكتورة منى الصواف في حديث إلى «الحياة» عن سبب إيقاف عمل عيادات الدعم الذاتي في مستشفى الملك فهد بجدة التي كانت تشرف عليها، مؤكدة أنها كانت النواة لافتتاح القسم النسائي بمستشفى الأمل للصحة النفسية «ولا أعلم لماذا أوقفوا الخدمة». وكشفت الصواف عن استقبال مستشفى الملك فهد في جدة 33 امرأة يعانين من الإدمان والمخدرات خلال 11 شهراً، مشيرة إلى أن أصغر الحالات التي وصلت إلى هناك كان طفلاً عمره ثلاثة أعوام، في حين أن أكبر الحالات كانت «خمسينية». وأكدت «ازدياد عدد النساء اللاتي يعانين من الإدمان على جميع أنواع المخدرات في العالم، وبخاصة على النيكوتين والحشيش والمهدئات والمنشطات والهيروين». وأثبتت دراسة في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس أن «المرأة تحتاج إلى وقت أقصر من الرجل لتصاب بالإدمان على الهيروين»، وربطت الدراسة بداية التعاطي لدى الكثير من النساء ب «رجل في العائلة، وبداية تعاطي المادة نفسها لديها تحدث في عمر أكبر من الرجل». وذكرت إحصاءات جامعة هارفارد أن 11.5 في المئة من الذكور في المجتمع الأميركي في عمر ال12 عانوا من مشكلات متعلقة بالإدمان مقارنة بنسبة 6.4 في المئة من الإناث في الدراسة نفسها، التي أكدت أيضاً أن الإناث عانين من الإدمان بسرعة أكبر من الذكور، وهي ظاهرة طبية تعرف ب «تليسكوبية الإدمان». وأظهرت هذه الدراسة أيضاً أن معظم الأبحاث الكلاسيكية السابقة عن الإدمان كانت على الرجال، كما أوضحت أن النساء يعانين من مضاعفات الإدمان العضوية والاجتماعية أسرع وأقوى من الرجال». وأظهرت إحصاءات المجتمع الأميركي للعام 2010 أن معدل حدوث الإدمان على الكحول بين النساء أعلى منه بين الرجال، وتقدر نسبة النساء ب 12.7 في المئة مقارنة ب20 في المئة للرجال. وعن المنشطات، أوضحت الصواف أن «الرجال يستخدمون المنشطات في عمر أكبر من النساء، وبخاصة الكوكايين» (تأثير التغير الهرموني عند النساء يزيد من نوبات الرغبة في التعاطي). وأشارت إلى أن النساء أكثر عرضة من الرجال للحصول على وصفات مسكنات الألم المورفينية والهيروين، ونسبة الإدمان عليها أعلى من التي عند الرجال (تحذير مكتب الأممالمتحدة لمكافحة المخدرات). ويعتبر الرجال الأكثر إدماناً على الهيروين، وتتفاوت النسب بين 4 و6 مرات عن النساء.