"في وصف الحالة الشعرية فى نفس الشاعر" تَوَقَّدُ ثم يعقُبُها انطفاءُ وتُبعَتُ ثم يمحُوها الفَناءُ ضِياءٌ من سَنا النُوِريّ يزهُو بنفسٍ لا تزالُ به ضِياءُ تولّدُ من شُعُورٍ فيَّ يَسْري كما يَسْرِي على الطرْقات مَاءُ كأنّ شُعَاعَ بارقهِ بروحي كَواكَبُ قد تجَاذَبَهَا الفضَاءُ نُجُومٌ فوقَ خاطِرتي أرَاهَا كما سَفَرَت بأنقُبهِا النِّسَاءُ فيُشرقُ بين أرجَائِي بَريقٌ ويلمعُ بين أجْزَائِي سَنَاءُ رَنِينٌ قد تَمَدَدُّ منهُ ذاتِي وما ضاقَت، وضاقَ به الهواءُ وجَاءَت سَكْرَةُ الأشْعَارِ منه يُتَرِجِمُ وَقْعَهَا ألِفٌ وَبَاءُ وشَاءَت أن تمُنَّ بهَا عليَّ فألبسُها الحُروفَ كما أشاءُ فتَسْمو فوقَ خَاطِرتي فأَرْقَى لدنيا ليسَ فيها الانتهاءُ حَوَادثُ قد تُثَارُ لها ظنوني وقد غَابَت وعَزّ بها النِّداءُ أحلّقُ في سَمَاوَاتِ المَعَانِي وعَقِلي في مَجَرَتِهِا سَمَاءُ سِقَاءٌ سَوفَ تَرْشُفُه شِفَاهي لترْوِي حَرَّ ظَامِئَتِي السِّقاءُ إذا وَهَنَت معَ الأيامِ رُوحي فإنَّ نَسِيمَ زَهْرَتِها الشِّفَاءُ فكُوني يا بناتِ الشِّعْرِ مِنِّي كَرَكْبٍ قد أهَبْتُ بهم فَجَاءوا تُراني بينَ أصحَابي ولكنْ طَوَاني في يديه الانطِواءُ