بعد اكثر من شهرين على سقوط نظام معمر القذافي لم تفلح السلطات الليبية الجديدة في مطاردة الزعيم المخلوع والمقربين منه لانها تصطدم بحيلهم واصرارهم كما قال مسؤولون. والاربعاء صدر آخر الانباء السارة الكاذبة عن المجلس الوطني الانتقالي، عندما اكد مسؤول كبير اسر المعتصم القذافي في سرت قبل ان ينفيه آخر في اليوم التالي. وقد عين معمر القذافي ابنه المعتصم القذافي (36 سنة) وهو طبيب وعسكري، قائدا لمجلس الامن الوطني في 2007 وبذلك اصبح قائد كتيبة من وحدات النخبة. ولو تحقق اعتقاله لكان ذلك انتصارا للسلطات الجديدة التي تواجه منذ عدة اسابيع مقاومة شرسة من قوات القذافي في سرت (360 كلم شرق طرابلس) بينما الوضع على حاله في بني وليد (170 كلم جنوب شرق العاصمة). وصرح عبد الرحمن بوسين الناطق العسكري باسم المجلس الانتقالي لفرانس برس "من المهم جدا احالة القذافي وابنائه والمقربين منه على القضاء، اننا نبحث عنهم بجدية وخصوصا ابناءه". وقد اصدرت انتربول في التاسع من سبتمبر "مذكرة حمراء" تطلب القاء القبض على معمر القذافي وابنه سيف الاسلام وصهره عبد الله السنوسي الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات، وذلك بعد ما صدرت بحقهم مذكرة توقيف دولية من المحكمة الجنائية الدولية. كذلك صدرت بحق الساعدي القذافي مذكرة جلب "بناء على طلب السلطات الليبية" في حين قيل انه شوهد آخر مرة في النيجر. ولا يزال معمر القذافي متواريا عن الانظار منذ اسابيع بينما اعلن خطأ ان ثلاثة من ابنائه محمد وسيف الاسلام والمعتصم اعتقلوا. وقد قيل عن سيف الاسلام الذي طالما كان متوقعا ان يخلف اباه، في 22 اغسطس انه اسر عندما اقتحم "الثوار" طرابلس قبل ان يظهر مجددا ليلا امام بعض الصحافيين ويختلط بالجماهير في حي باب العزيزية المقر الرئيسي لابيه. وفي تلك الفترة اعلن مقاتلو المجلس الانتقالي ايضا انهم اسروا محمد، الابن البكر للقذافي لكن في اليوم التالي اعلن مسؤول في "الثورة" انه تمكن من الفرار. وبعد اعلان اسر المعتصم ونفي الخبر تساءل بوسين ان لم يكن في الامر تلاعب وتضليل. وقال "قد يكون المقصود بث الاشاعات لاشاعة الغموض وتمكينه من الفرار من سرت" حيث يتوقع المقاتلون ان يكون مختبئا. واكد وحيد بوشان رئيس المجلس المحلي في الغريان في جبال نفوسة غرب البلاد "انها حيل عهدناها منهم". واضاف "بالنسبة لسيف الاسلام مثلا لقد بثوا صورا يظهر فيها مع رجال يرتدون زي الثوار، لطالما استعمل نظام القذافي هذه الاساليب". ويرجح مقاتلو المجلس الانتقالي ان يكون سيف الاسلام قد لجأ الى بني وليد وقال بوشان ان "الطريقة التي يقاتلون بها توحي بأن هناك شخصية هامة يجب حمايتها". وقد لجأت عائشة القذافي واخواها محمد وهنيبال وامهم صفية مع اطفال العائلة الى الجزائر حيث قالت السلطات الجزائرية انها استقبلتهم "لاسباب انسانية محضة". اما معمر القذافي فان بوسين يرجح ان يكون في منطقة صحراوية شاسعة جنوب البلاد حيث قد يسهل عليه عبور الحدود مع النيجر او الجزائر او تشاد. وقال بوشان "اننا نطارده، لدينا فرق متخصصة وسنتمكن من القاء القبض عليه انها قضية وقت فقط".