في عادة سنوية، تتجه الأنظار اليوم الخميس إلى مدينة حوطة سدير 150 كليومتراً شمال الرياض، ترقباً لإعلان رؤية هلال رمضان، كون هذه المدينة تتمتع بوجود أشهر الأشخاص الذين عُرفوا برصد هلال رمضان بعيونهم المجردة، واعتادوا على تسجيل شهاداتهم. وتتميّز حوطة سدير بارتفاعها عن سطح البحر، وصفاء أجوائها مقارنة بغيرها من المدن وانخفاض نسبة الرطوبة لديها، ووجود موقع في إحدى جهاتها تتم الرؤية من خلاله لرصد هلال شهر رمضان وهلال العيدين سنوياً، ويبرز اسم الرائي عبدالله الخضيري الذي عُرف بتخصصه في هذا الشأن، إذ يعمل هو ومن يشاركه على تتبّع حركة الهلال منذ وقت مبكّر من شهر شعبان. وتظهر في كل عام بعض الخلافات بين الأشخاص الذين يرصدون رؤية بالعين المجرّدة ونظرائهم الفلكيين الذين يعملون على الرصد الآلي بواسطة جهاز"التلسكوب"، إذ لا يتفق الفريقان في بعض الأعوام على رؤية محدّدة، كما حدث في العام الماضي الذي وصلت فيه الخلافات إلى الظهور الإعلامي والتشكيك المتبادل في قدرة كل طرف على الرؤية الصحيحة، وهو ما أسهم في إيجاد حال من التباين النسبي لدى الكثير من الناس في الأخذ بالقولين. وكان فلكيون اعتبروا أن اقتناع الكثيرين بشهادات الرائين وتجاهلهم لما توصّلت إليه أجهزة الرصد الفلكي، تقلّل من عمل الأقسام الفلكية في الجامعات والجهات المتخصصة في الفلك، ولا سيما أن الرائين بالعين المجرّدة في غالبهم غير متخصصين أكاديمياً في هذا الشأن، وهو ما يعني - بحسب رأيهم - أن رؤيتهم قد تفتقر إلى الدقّة. ووصف الاختصاصي الفلكي الدكتور خالد الزعاق بعض الرائين ب"الواهمين"، في حين اعتبر الرائي عبدالله الخضيري مشكلة الاختلاف بين الفلكيين والرائين تكمن بدخول من هم غير مؤهلين ومن هم ليسوا على دراية كاملة بهذا المجال.