تعد مخيمات إفطار الصائمين التي توضع كل عام في شهر رمضان أمام المنازل والبيوت والمساجد، سبيلاً للعابرين والمسافرين والمقيمين، ولحمة اجتماعية تتكاتفها أيادي المنفقين من أهل الدين الواحد، وإن تشعبت أرجاؤه وابتعدت أوطانه. وأكد المدير العام لمؤسسة هدية الحاج والمعتمر الخيرية منصور العامر، أن مؤسسته كغيرها من المؤسسات المهتمة بخدمة الصائمين من كل أصقاع الأرض، هدفها تقديم وجبات صحية لكل الزائرين والقادمين إلى البقاع المقدسة، وذلك عبر برامج مختلفة تسعى إلى تقديم نحو مليوني وجبة إلى الموجودين في الأماكن المقدسة في الشهر الكريم، ليضيّفوا نحو 13 مليون مستفيد في السنوات الماضية. وأكد العامر أن من بين البرامج التي تقدمها الجمعية، تعمل فقط في خدمة الحجاج والمعتمرين، وتقديم وجبات إفطار في داخل أروقة المسجد الحرام بالتعاون مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، مضيفاً:"وُضعت للجمعية مربعات خاصة بها في داخل الحرم المكي في الصحن والمسعى والتوسعة والسطح إضافة إلى السُفر النسائية، التي يعمل بها طاقم نسائي، كما يقدمون هذه الخدمة مقرونة بضيافة عربية أصيلة، تُقدم فيها القهوة العربية والتمر المنزوع النوى، والذي يكون مناسباً للمسجد الحرام، وحتى لا تكون عرضة لاتساخ المكان الشريف، ويقدم داخل الحرم أكثر من 500 ألف وجبة. وأضاف العامر:"تقدم في ساحات المسجد أكثر من 500 ألف وجبة صحية متنوعة، وهي مناسبة لمرضى السكر، وبها وجبات جافة إضافة إلى التمر والعصير، ومراوح يدوية ومناديل معطرة، لئلا يحتاج الصائمون إلى القيام لغسل أيديهم قبيل صلاة المغرب". وزاد:"في مداخل مكةالمكرمة، وُضعنا لنستقبل سيارات الصائمين، ونقدم لهم نحو 150 ألف وجبة، هي الوجبات ذاتها الموزعة حول الحرم، يضاف لها سلة فواكه طبيعية، وهناك برنامج آخر للإفطار باسم"التحفيز"نقوم فيه بتقديم وجبات خاصة لرجال الأمن العاملين في القطاعات المختلفة، والعاملين في خدمة قاصدي"بيت الله". ولم تختف المخيمات العامة من السحور، فالسحور بحسب رأي العامر، وجبات خاصة توزع في بعض المساجد، وإن كانت أقل من وجبات الإفطار، مضيفاً:"نحن وجباتنا الخاصة بالسحور تكون في العشر الأواخر في المسجد الحرام". وتقوم هذه المخيمات في الأماكن المتسعة عادة، التي يجد القائمون عليها فرصتهم في توسيع سفرهم، وتكون مخصصة لمن ليسوا من البلد أو الحي الذي فيه المخيم، فيتم اختيار المساجد كخيار أولي، وبعد الساحات العامة الخيام التي تنصب في فوهات الطرق، أو المخيمات التجارية التي تكون مدفوعة لميسوري الحال من الصائمين.