أتعلم شيئاً عمّا يدعى"الهوية"؟ لا أعني أن تفتخر بأنّك من"كلابٍ"أو من"مضر"... بشهامة البدو مثلاً ورقيّ الحضر القصْد أن تعْرف دون أنْ يغسلك المطرْ ..."علماً"بلا إكليلٍ يحيط رقبتك صنع من أصفر الزهر . أسمعت يوماً عن قصّةٍ ... صارت"اللاهويّة"فيها"هويّة"؟ ... كأنْ تزرع مانغو في الصحراء ... وتتوقّف عن احتساء الشاي ... وتبدأ بشربه كالماء أو... تفاخر بأنّك من"الطوارق"... في شوارع طنجة! صوت الضمير يمزّق أطْناب غريْبي الأطوار ... والملعب لم يعدْ متسعاً للجميع أشخاصٌ محددونْ ... يحقّ لهم أن ينْفثوا في الصفارة ... متى شاءوا ... ويكتبوا سيرة المختار. محظوظٌ هو"من أقدم على الاقتراب ... من خانة البدلاء الهويّة: بطاقةٌ باهتة يجب أن تشدّ عينيك لتقرأ فحْواها ... وقليلون هم من يشْبهون أنْفسهم في ما الهوية إذاً؟ إن كانت المرآة موجودةً في غرفة نومك ... في حمّامك ... وثلاث منها يحاصرْنك في سيّارتك. قد تكون ضروريّة ... تلك الهوية لتتذكّر نفْسك وتعْرف حجْمك ... فأنت غير موجودٍ في هذا العالم. من دونها أنت كالهواء كجذع شجرةٍ تعزّي نفْسها بأن ظلّها لم يفقد الوفاء ... بل ترابْ ... بل ترابٌ مبتلٌّ أصابه الإعياء ... لا تزيد عن ذلك إن فقدتها ... بئس الهوية! أسمعت يوماً قصّةً صارت"اللاهويّة"فيها"هويّة"؟ لا أعتقد"أنّ أحداً لم يسمعْ بها ... حتى الجماد سمعها ... وسينطق من أجلها ... أنْ تكوْن فلسطينياً ... فهذا عنوان القصّة. HassanAbusalah@