أبدى عدد من المقيمين المصريين الموجودين في المملكة ل"الحياة"استياءهم من الأسباب التي أدت إلى إغلاق السفارة السعودية وقنصليتيها في بلادهم. وأشار علاء الصفطاوي إلى"التطاول الشديد"من جانب بعض فئات المجتمع المصري، وبخاصة"الاشتراكيين الثوريين الذين يعادون الإسلام، قبل أن يعادوا السعودية". وقال:"كان ينبغي عدم التطاول على السعودية بهذه الصورة، التي استفزت مشاعر الكثير من المصريين، قبل السعوديين، والانتظار حتى يقول القضاء السعودي كلمته في قضية توقيف المحامي المصري احمد الجيزاوي". مضيفاً:"الجالية المصرية تحسن الظن بهذا القضاء. أما أن يتم تهويل الأمر بهذه الصورة، من دون مراعاة مصالح المصريين في هذا البلد، فهذا ينم عن ضيق في التفكير، وحمق في التصرف ? بحسب قوله -". ولفت الصفطاوي إلى ما ذكره سفير المملكة لدى القاهرة أحمد قطان، حول وجود موقوفين سعوديين في مصر،"ومع هذا لم يخرج السعوديون للتظاهر أمام السفارة المصرية في السعودية". مضيفاً:"كان ينبغي للعقلاء والحكماء أن يتدخلوا، حتى لا تصل الأمور إلى ما وصلت إليه، فنحن في النهاية شعوب واحدة، يربطنا دين واحد". وأشار إلى أن الإشكالات"لا تُحل بهذه الطريقة التي رأيناها على الفضائيات، فهي لا تريد الخير لمصر، وأصحاب هذه القنوات هم من فلول النظام السابق". ولام الصفطاوي المجلس العسكري،"الذي كان ينبغي أن يتواصل مع القيادة السعودية، لتوضيح الأمور وبيان الحقائق أمام الشعب المصري، وألا تترك الأمور مُبهمة بهذه الطريقة". وأشار مرسي عبد العليم مقيم مصري في الدمام إلى تضارب أقوال السفير المصري في الرياض، مع تصريحات وزير الخارجية المصري وهو أمر"ينم عن تخبط في إدارة الأزمة". مردفاً أنه"على رغم مرور أيام على نشوب هذه الأزمة، لم نر تغيراً في المعاملة من الأشقاء السعوديين تجاهنا. وهذا يدل على تدارك كامل لحقائق الأمر عند الشعب السعودي، من أن ما حدث قامت به فئة لا تراعي مصالح البلدين، ولا مصالح المصريين في الخارج، ولا يمثل ذلك موقف الشعب المصري". أما أنس كامل، فاعتبر رد الفعل السعودية"طبيعية جداً". وقال:"تعاملت السعودية مع الموقف بحكمة، ولم تنجرف وراء ردود الفعل غير المسؤولة، وبخاصة أن ما حدث من أشخاص لا يمثلون كل المصريين". مؤكداً"عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين والبلدين". وأشار كامل إلى أن قضية الجيزاوي"تحمل عدداً من الاحتمالات الممكنة الحدوث، منها أن يكون مدفوعاً للقيام بذلك، لخلق أزمة بين البلدين، خصوصاً في هذه المرحلة الحساسة بالنسبة إلى مصر داخلياً وخارجياً". وقال مقيم مصري في الرياض يدعى حسام إن قرار المملكة بسحب سفيرها، يعتبر صدمة بالنسبة إلينا. وأضاف:"إنني ذهلت حينما سمعت الخبر على إحدى القنوات التلفزيونية". من جهة ثانية، وصف مراقبون قرار إغلاق المملكة لسفارتها في مصر، واستدعاء سفيرها للتشاور بالقرار الإيجابي. وأوضح عضو مجلس الشورى الدكتور عبد الله بخاري ل"الحياة"أن قرار: استدعاء السفير السعودي وإغلاق القنصليات في مصر هو رد فعل متوقع من المملكة، وكان لا بد منها اتخاذ خطوة توضح موقفها واحتجاجها على ما يحدث لسفارتها هناك من أعمال تخريب من بعض الشباب المصري. وأضاف أن هؤلاء الشباب لا يمثلون الشعب المصري. وعن العلاقات بين البلدين وموقف وزارة الخارجية المصرية من تلك الاعتداءات قال بخاري:"موقف وزارة الخارجية المصرية من الاعتداءات التي حدثت للسفارة لم يكن واضحاً ليوقف تلك العمليات". وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود الدكتور فهد الخريجي ل"الحياة":"موقف المملكة واضح، ومصر تمر بتغيرات كثيرة لكن هذا لا يعطيها الحق في مخالفتها للأعراف الديبلوماسية". وطالب الخريجي بضرورة ضبط النفس، وأضاف:"هناك من يريد في الشارع المصري أن تتوتر العلاقة بين البلدين".