أحياناً ينتصر الحزن والألم والبؤس على التعفف والكرامة والأنفس العزيزة... أحياناً أخرى تختصر عينان أنهكتهما السنين كل أسباب الهزيمة أمام وجوه الفرح في العالم... عينان صامتتان أحدهما تحدق بلا هدف... والثانية تستسلم بلا حول ولا قوة ليدعكها بشيء من الرحمة..."فلا برق يخطف عينيه ولا مطر"كما يقول شاعر السودان الكبير محمد الفيتوري... عزاه الوحيد أن الأرض بطولها وعرضها وبحارها وهضابها ربما تهون... تهون بكل بساطة..."تهون إلا موضعاً"على حد تعبير أمير شعراء العرب أحمد شوقي... لعل هذا الرجل البالغ من العمر عتياً يناجي نفسه ويواسيها ويلهيها من دون العودة، مرة إلى ما قاله شوقي ومرة إلى ما قاله الفيتوري.. لعله سعيد من الداخل... لعله!