في حين قررت إدارة التربية والتعليم في منطقة الرياض عدم تعليق الدراسة أمس على غرار يوم الأحد، اختار أولياء أمور وطلاب تعليقها من طرف واحد، إذ شهدت مدارس العاصمة غياباً كبيراً، لتردي الأجواء المناخية بسبب موجة الغبار التي اجتاحت المملكة منذ ثلاثة أيام. وأبت إدارة التربية والتعليم في منطقة الرياض تعليق الدراسة على رغم تعليقها في معظم مدن ومناطق المملكة، بل أرسلت تعميماً تحتفظ"الحياة"بنسخة منه إلى مديري مدارسها، تشدد على ضرورة الحضور، ومعاقبة المتغيبين من طلاب أو معلمين أو إداريين، في الوقت الذي كانت فيه الفصول الدراسية"شبه فارغة"من الطلاب، ليعوّض حضورهم كميات الغبار على الطاولات والكراسي والأرضيات. وانتظر أولياء أمور ومعلمون في منطقة الرياض حتى ساعات متأخرة من بعد منتصف الليل، رسائل نصية على هواتفهم تفيد بتعليق الدراسة، على غرار ما حصل منتصف ليل الأحد الماضي، إلا أن ذلك لم يحصل. وكانت الرئاسة العامة للأرصاد أكدت في تقاريرها وجود موجة غبار كثيفة تنخفض معها حرارة الجو ومستوى الرؤية، وهو ما انعكس على الحضور وعلى الأداء داخل المدارس، إذ خلت معظم المدارس من الطوابير الصباحية، في حين قرر مديرو بعض المدارس الاتصال على أولياء الأمور لأخذ أبنائهم الحاضرين، بسبب الظروف المناخية والحضور الضعيف وامتلاء الفصول بالأتربة. وكانت معظم إدارات التربية والتعليم في مناطق المملكة علّقت الدراسة في مدارسها، إذ بدأت قرارات التعليق تعلن منذ مساء أول من أمس. من جهة ثانية، استقبلت مجموعة من مستشفيات الرياض حالات تعاني حساسية الصدر والربو والتهاب الجيوب الأنفية، نتيجة موجه الغبار الصباحية التي غطت مدينه الرياض. وسجل مستشفى الملك سعود للأمراض الصدرية عدداً كبيراً من المراجعين، معظمهم من طلبة المدارس. وشدد مدير مكتب التربية والتعليم في قرطبة محمد المرشد في تعميم عاجل للمدارس التابعة للمكتب، على سير الدراسة خلال الأسبوع الجاري وانتظام الدراسة في المدارس ومحاسبة المقصرين، ورفع أسماء نسبة الغياب للمكتب وعدم منح الكادر التعليمي إجازات اضطرارية لظروف العمل. من جهة ثانية، عبّرت مجموعة من المشرفات التربويات في المنطقة الشرقية، عن استيائهن من الاستثناء في الإجازة المدرسية، التي تمنح خلال تقلبات الجو، على غرار إجازة اليومين الماضيين، مع هبوب العاصفة الغبارية، وإلزامهن بالدوام الرسمي، فيما منحت وزارة التربية والتعليم إجازة للطلبة والإداريات والمعلمات. وقالت مشرفات ل"الحياة":"لا نعامل في الأجواء الصعبة والحرجة معاملة إنسانية، ففيما تُعفى المعلمات والإداريات في المدارس من الدوام، نُلزم نحن به. على رغم أن المُسمى الوظيفي الخاص بنا هو"معلمة". وعملنا مرتبط في المدارس والمعلمات. كما أننا أمهات، وفي مثل هذه الأجواء قد يكون لدينا أطفال مرضى"، مشيرات إلى أن مدير التربية والتعليم في المنطقة الشرقية"يُحدد أسبوعاً ليس لنا الحق في أخذ إجازة اضطرارية فيه، وتزامن هذا الأسبوع مع أسبوع موجة الغبار". وطالبن ب"مراعاة الجانب الإنساني في مثل هذه الظروف الجوية الصعبة، وأخذ حقنا في الإجازة الاضطرارية، إذ أصبح وضعنا حرجاً ومرهقاً خلال هذه الأجواء". في سياق متصل، بلغ عدد المرضى الذين راجعوا قسم الطوارئ في مستشفى الولادة والأطفال في الدمام، منذ عصر الأحد وحتى الثامنة من صباح أمس الاثنين، 393 مريضاً، منهم 195 مراجعاً، استفادوا من خدمة الأوكسجين، بسبب موجة الغبار التي لفت أجواء المنطقة الشرقية خلال اليومين الماضيين. وكان قسم الطوارئ في المستشفى استقبل 570 مراجعاً السبت الماضي، منهم 247 أنثى، وخضع 127 مريضاً منهم لجلسات الأوكسجين. وقال مدير المستشفى الدكتور صالح علي السلوك:"إن نسبة المستفيدين من خدمة الأوكسجين تجاوزت مئة في المئة، وبخاصة في الفترة المسائية"، مضيفاً أن"المرضى الذين تم تنويمهم في قسم الصدر من إسعاف الأطفال خلال 24 ساعة الماضية، بلغ 10 مرضى، أربع منهم إناث". ونصح المواطنين والمقيمين، وبخاصة مرضى الربو، أو المصابين بالأمراض الصدرية،"بعدم التعرض للغبار والأتربة التي تمر حالياً في المنطقة، والبقاء في المنازل، وعدم مغادرتها إلا عند الضرورة". وأكد السلوك، على أهمية"لبس الكمامات الطبية الوقائية أثناء الخروج من المنزل خلال موجة الغبار"، مشيراً إلى أن"ذرّات الغبار تعمل على تهييج الجهاز التنفسي، ما يتسبب في حساسية الأنف"، مبيناً أن هناك تعليمات من وزارة الصحة باتخاذ"جميع الإجراءات ومتابعة الوضع، للحفاظ على صحة وسلامة الجميع". ولفت إلى ضرورة"إحكام إغلاق الأبواب والنوافذ، لمنع دخول الغبار إلى المباني والمنازل، وإعطاء المزيد من الاهتمام للنظافة الشخصية خلال هذه الفترة من السنة، التي يكثر فيها هبوب الرياح، إضافة إلى تنظيف المنازل والمباني في شكل جيد من آثار الغبار، وبخاصة غرف النوم والأغطية والفُرش، إضافة إلى قائمة من التوجيهات للمحافظة على الصحة".