أحلام"زلوط"أو الديك"المزعوط"... زلوط هذا شخصية وهمية في إحدى مجلات الأطفال تتحدث عن"ديك"أضاع كل عمره في الحلم بالعثور على"كنز"! ولكنه في النهاية لم يجن غير السراب والأوهام. المهم أن هذه الشخصية أصبحت مضرب المثل لكل من يعيش مثل تلك الأوهام الخرافية، والكل يعرفه ويضرب به الأمثال في كل ما يتعلق بالمستحيل، أنا وأنت والجميع سمع ب"أحلام زلوط"، ولا أحد يعرفه ولا يعرف بماذا حلم بالضبط. لذا نجد في الساحة السياسية والصحف اليومية الكثير من"الزلاليط المزاعيط"، أعني بهم زمرة من الكتّاب الذين يجيدون اللعب بالبيضة والحجر، كما قال إمامهم"الصادق المهدي"، أو بتلك الألفاظ اللغوية والمصطلحات التي يألفونها ويأتون بها، وعلى رأسهم الدعاة الذين يحلمون بالمناصب الآتية، أو التي ستؤول إليهم بعد القضاء على هذه الحكومة ويحلمون بكرسي الوزارة، في هذه أو تلك. لهذا يحلمون بذلك الحلم"الزلوطي"الكبير، ومعظمهم منظراتية ومحرضون لقيام ثورات"ربيعية"في السودان، كمثل تلك التي حدثت في بعض الدول العربية، لتحقيق مآربهم ومطامعهم للوصول إليها عبر طريق تلك الأحلام"الزلوطية"التي يحلمون بتحقيقها. لذا أقول إن الواجب الوطني يقتضي علينا تجاه تلك الدعاوي والمدعين والمحرضين الذين إذا لم يحسم أمرهم من البداية قد يؤدي إلى ضرر كبير جداً من التصدي لهم حتى لا يتكرر مثل ما حدث في السابق... والشواهد والأحداث كثيرة في ذلك لا أريد التطرق إليها في هذه العجالة. وأنه مهما كان أو سيكون فلن يستطيع أولئك"الزلاليط"أن يحققوا ذاك"الحلم"، ولكن لا أستبعد أن يلحقوا بنا أضراراً في تأليب المواقف وشحذ الهمم، لتحقيق مآربهم أو ذاك الحلم"الزلوطي". لذا كنا في السابق عندما نحلم حلماً فيه نوع من المبالغة، أو الشطح والنطح نقول لصاحبه"أحلام زلوط"، يعني بالعربي الواضح أحلام من المستحيل تحقيقها، أو هي أصلاً لا تتحقق. لذلك نقول لهؤلاء وأولئك الذين يحرضون الشعب السوداني المغلوب على أمره، بأنهم يحلمون مثلما حلم"زلوط"في ذاك الوقت، بأحلامه المستحيلة التي لم تتحقق على أرض الواقع مهما كان أو سيكون، لأنها أحلام بعيدة المنال في الوقت الراهن. وثانياً لو قلنا أو انتظرنا أن تتوحد المعارضة، فالمعارضة التي نراها اليوم كانت ضلعاً متساوياً في الحكومة وانسحبت، ثم عادت وراوغت وهى في حيرة من أمرها... هل تُغير من حالها أم تُساير مع آمالها، بعض منها جعل هدفه في المقام الأول مصلحته، ومن ثم وطنه، والبعض الآخر جعل هدفه مطامعه وأعداءه، وبعضها يناور ويحاور، وبعضها يميل إلى الصمت والصبر، وبعضها باع وطنه ودينه وأهله ليصل إلى السلطة، إن المعارضة والحركات ليس لها برنامج واضح كوضح النهار لتقنع به الشباب بالوقوف معها لتنفيذ برامجها. ولم تضع هدفها الأول إنقاذ"الوطن"، أو إعادة الثقة للمواطن، وتثبيت الأمن والاستقرار، ومن ثم يأتي بعد ذلك أطماع مصالحها الخاصة، التي هي أصلاً الهدف الأول الرئيس التي تسعى إليه ومن أجله تمارس المعارضة، لذا فلن يتحقق ذلك، لأن لكل تلك الأحزاب أجنده خاصة جداً تعمل بها ومن خلالها تريد أن تصل إلى"الحكم"منفردة أو متحدة مع حزب واحد فقط، ليقسموا"الكعكة"بينهم مناصفة، لا ثالث لهما، لذلك فلن تجد كل الأحزاب متحدة مهما كان ذلك أو سيكون، لطبيعة ما تتحلى به تلك الأحزاب في عدم التوافق والتوفيق في مسائل كثيرة، وفي اختلاف الآراء الواضحة بين كل حزب من تلك الأحزاب. في هذا الزمان، وهذا المكان، صار الكثيرون من صغارنا وشبابنا وحتى كهولنا، يحلم أحلام"زلوط"، ولا سيما كتابنا الجحافل الذين يريدون لرياح التغيير الربيعي أن تمر على أهل السودان كما مرت على تلك الدول، التي لا تزال تعيش في أحلام اليقظة، ونرى بأم أعيننا ما يصير في ساحاتهم وما يجرى في تلك الدول من تصفيات جسدية، وأعيرة نارية طائشة وأشياء كثيرة نراها عبر القنوات الفضائية يومياً، والأحوال لا تسر القلب ولا الناظر إليها، وحتى الآن لم يصلوا إلى وثيقة حكم ترضي كل الأطراف. أو كما قال الشاعر: يا ريت الحِلِمْ .. يَمتَد تَطول لَحَظاتو حتَى النُوم يَزيد .. يَطْعِمنَا من لَذاتو كَمْ من صَاحي فَاقْ .. إتكَدَرت سَاعَتو ديك أحلام وَهَم …"زلوط"وبي رِويشَاتو أو كما قيل أيضاً: وللأوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق بمعنى أن للوطن ديناً في رقبة كل مواطن، ويجب عليه أن يسدد هذا الدين في خدمة الوطن. جعفر حسن حمودة - الرياض [email protected]