السودان يمر بمنعطف خطير جداً لا يعلم مداه أو أبعاده إلا الله سبحانه وتعالى... لأن السودان مستهدف في سيادته الوطنية من جانب تلك القوة الدولية التي تريد أن تهيمن وتسيطر على مفاتيح الأمور في السودان... والتي تريد أن تشارك حتى في"هواء"السودان النقي. إضافة إلى خيرات السودان المدفونة والظاهرة في أراضيه، لذلك نرى أن تفكك الجبهة الداخلية في السودان هو"المحك"الرئيس أو الحقيقي لتلك"الأزمات"السياسية المفتعلة التي تمرر عبر تلك الأحزاب والمعارضة التي همها الأول والأخير هو السعي وراء"السلطة"... أو الفوز بأكبر قدر ممكن من"الكراسي"أو في كيفية أن تكون"الشريك"أو الحليف، لتضمن لنفسها موقعاً استراتيجياً مهماً في السيادة السودانية الوطنية"المستهدفة"التي تتطلب الوقوف من الجميع من دون استثناء، جنباً إلى جنب مع كل الأطراف للخروج من"عنق"الزجاجة من ذاك المنعطف، الذي يحاك ضد السودان خلف"الكواليس"في إصدار القرارات ذات الأرقام 4 من مجلس الأمن... أو في إشعال نار"الفتنة"وتأجيجها في الولايات المختلفة الأخرى، لتمرير"مبتغاهم"الخفي الذي يريدون تمريره بحسب ما يرونه، وليس بحسب ما يراه الشعب السوداني لحل مشكلاته وأزماته الداخلية. لذلك يجب الاتجاه"الفوري"نحو توحيد الصف الوطني، وتقوية الجبهة الداخلية في المقام الأول وشعار لمّ"الشمل"و"التوحيد"طرح منذ فترة طويلة، ولكن لا حياة لمن تنادي، على رغم أنه ضرورة من الضرورات التي تحقق الوفاق الوطني. لأنه لا يمكن أي"تنظيم"أو حزب ما إن يقف حائلاً أو متفرجاً أو شامتاً بما يحدث أو يحاك ضد السودان في الخفاء أو في العلن من شتات وفرقة ل"الوطن"ويظل صامتاً أو متفرجاً عليه حتى تقع الكارثة أو الطامة الكبرى. لذا مسألة توحيد الجبهة الداخلية وإعادة ترتيب البيت السوداني من الداخل لإيجاد الحلول الناجعة، ليست مهمة"سهلة"... وفي المقابل ليست بالمستعصية، أو المستحيلة... بل تحتاج إلى بذل قليل من الجهود من الجميع، والتنازل أو التغاضي عن صغار الأمور التي تدعم توقيع معاهدة"السلام"، وإنهاء الحروب الدائرة في دارفور واحتواء مشكلات الشرق المتأججة... إذا أردنا أن نصل إلى تلك الغايات المرجوة منها في وضع"الدستور"والسمو لرفع راية السودان عالية خفاقة في كل المحافل المحلية والدولية. إننا نفخر بأننا سودانيون، فاجعلوا أمور السودان نصب أعينكم. لذا أرى أن المعارضة تتحدث عن أنها مهمشة، وأن الحكومة لا توليها ما تستحقه من اهتمام، باعتبارها تمثل الوجه الثاني من المعادلة السياسية في البلاد وبعض من الأحزاب كذلك أيضاً يرى أنه مهمش. لذا أقول من الممكن أن نتدارك الأمور قبل فوات الأوان، لأن لدينا القدرة على تحقيق وحدة الصف بحل كل المشكلات العالقة والمتعلقة... ولأن الموقف لا يرقى إلى مستوى التحدي المفروض على السودان… إن الوقت ليس وقت الجدل السياسي والتمسك بالخلافات، فالموقف أكبر من ذلك بكثير جداً، لذا يجب أن تكون نظرتنا أبعد من ذلك بكثير. وعلى رغم ذلك، ليس مهماً من الذي دفع أكثر من غيره… لأن الوقت لم يعد فيه متسع للمقارنة أو المفاضلة، بل المطلوب من الجميع أن يتجه بكلياته نحو"الوطن"لدرء الأخطار التي تحاك ضده والمحدقة به من كل النواحي، فإذا وقعت تلك الواقعة... فإنها ستصيب الجميع من دون استثناء، الحكومة والمعارضة وكل الشعب السوداني... لأن التآمر فيها ليس موجهاً إلى فئة بعينها، وإنما إلى كل الذين يربط بينهم الانتماء التاريخي أو الحضاري. إذ اننا نعتبر أنه لا بد من مبادرة قوية وصادقة يكون هدفها"السودان"وليست"السلطة". إننا نلحظ أن الخلافات التي تحدث كلها تنحصر في أوساط القوى السياسية والصراع من أجل السلطة. من المهم جداً ونحن مقبلون على مرحلة جديدة لغد مشرق، أن نكون متحدين وأن نكون جبهة شعبية عريضة… لاستقرار سياسي في المرحلة المقبلة التي نتوق إليها جميعاً… لتحقيق التنمية والازدهار لسودان الغد المشرق. لذا نأمل من الحكومة والحركة والمعارضة والقوى السياسية والأحزاب الوطنية أن تتجاوز هذه"العقبة"الصعبة في ذاك أو ذلك المنحدر الخطير... وأن تتجاوز كل الخلافات من أجل تحقيق الوحدة الوطنية بدلاً من"الانفصال"وأن تحقق التحول الديموقراطي الذي نحلم به من أجل الوطن والحلم المقبل للسودان. الرياض - جعفر حسن حمودة