حاول 2011 أن يعوض خسائره هذا العام، فمنح نادي الهلال صدارة الدوري، وجود الهلال في المشهد الرياضي المحلي يكفل للرياضة السعودية الحضور البهي والثبات القوي والمضي قدماً بنجاح. لو تصبح الرياضة عندنا مثل الهلال لما اشتكى أحد من شيء، وها هي جماهير الهلال ما إن تخرج من فرح حتى تصافح فرحاً آخر، بل إن الهلال بكرمه وأريحيته لم ينسَ جماهير الأندية الأخرى فيسعى لمنحهم باقات فرح عندما يسمح لأنديتهم بالتعادل معه في آخر المباراة ليخرجوا وهم أبطال.. كيف لا وقد سرقوا نقطة من زعيم الأرض. أظن أن الجهود التي تقوم بها بعض السفارات السعودية في الخارج لا توازي أو تضاهي ما يقدمه الهلال إقليمياً وعالمياً، من خلال التعاقدات مع نجوم العالم، وما حكاية ريفالينو الداهية البرازيلي عنا ببعيد.. والمدربون الكبار مثل زاغالوا وبروشتش وغيره شهداء على أن الهلال سبق زمانه وعصره. الهلال أصبح شهادة جودة لكل من يلتحق به، فالمدرب الذي يمر على الهلال يرتفع سعره في البورصة أضعافاً مضاعفة، يكفي أن يكتب في سيرته الذاتية أنه انتمى للهلال فترة في حياته، والفلسفة الهلالية في التعامل مع اللاعبين والمدربين تجعل الكل يريد وصلاً بهلال ولو لعام واحد. لا يوجد لاعب التحق بالهلال وما صعد منصة أو فاز ببطولة، وأصبح في مرمى البصر وأصبحت حركاته ولمحاته لقطات تحكى عبر اليوتيوب ووسائل الإعلام الأخرى. المشجع الهلالي يعيش توازناً مع نفسه ومع من حوله، وأصبحت كل دوريات الخليج تتمنى لو يكون بينها الهلال ومشجعوه، ولا أظن أن هناك شخصاً فاعلاً وذا قيمة في المجتمع إلا ونجد في سيرته أنه محب للهلال من قريب أو من بعيد، بل إن البعض حتى وهو غير هلالي ينصح أبناءه بالهلال لكي لا يتجرعوا مرارة تشجيع سواه، ويصرّ البعض الآخر على أن يشترط في زوج ابنته أن يكون هلالياً ليضمن حياة رغيدة لابنته مستدامة.. لا بد للمنظومة الرياضية عندنا أن تتفرغ لنصرة الهلال بدلاً من تكسير مجاديفه واختراع عقوبات ما أنزل الله بها من سلطان. نصرة الهلال ستمنح المحلية الرياضية أبعاداً عالمية.. لا تكثروا من ظلم الهلال والتضييق عليه لكي لا تكون العقوبة عاجلة لا آجلة على رياضتنا. لتغمض عينيك لفترة.. وتتخيل رياضتنا من دون الهلال.لا بد أنك حينها ستعرف أنك ما عدت في الدنيا وسكنت قبراً لا حياة فيه. الهلال بيننا، فلنتنافس في حبه ودلاله لنقطف الحسنات تلو الحسنات. [email protected]