لم تكن الفتوى تاركة شعر المرأة كما يقول الشاعر نزار قباني في وصف شعر حبيبته:"كسنابل تُركت بغير حصاد"! بل تدخّلت الفتوى في تسرحيته وشكل تمشيطه وطريقة فرقه وجدله، ومن ذلك ما قاله الشيخ حمود التويجري في كتابة [الإيضاح والتبيين] ص85:"من التشبه بأعداء الله تعالى ما يفعله كثير من النساء من فرق شعر من جانبه وجمعه من ناحية القفا كما تفعله نساء الافرنج، وقد جاء في وصفهنّ بذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: [مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البُخت المائلة]. وفي قوله أيضاً: [مميلات مائلات] بأنهن يمتشطن المشطة الميلاء، وهي مشطة البغايا ويمشطن غيرهن تلك المشطة، وهذه المشطة هي مشطة نساء الافرنج، ومن يحذو حذوهن من المتبرجات"! وفي [فتاوى علماء البلد الحرام] جواب عن حكم تغيير لون شعر الرأس باللون الأحمر أو الأصفر أو أي لون آخر، وكان الجواب ما يلي:"أما تغيير المرأة لون رأسها بألوان متنوعة، ويعبرون عنه بالميش، وقد تلقّونه من الوافدين من نساء الغرب اللاتي يبدون أمام الرجال حاسرات عن الرأس والوجه وقد صبغن الشعر بعضه بأحمر وبعضه بأصفر وبعضه بأزرق. وقد ورد في الحديث النهي عن التمثيل بالشعر والنهي عن وصل الشعر والنهي عن الصبغ بالسواد إذا كان الشعر أبيض، والرخصة في صبغ الشعر بالحناء فقط"! ثم جاءت فتوى في الكتاب نفسه في ص1192 عن أن"رفع جزء من الشعر إلى أعلى الرأس مستنكر سواء كان من المقدمة أو أحد الجانبين"! ثم جاءت فتوى ثالثة في ص1203 تقول أن"الفرقة المتعرّجة في الرأس لا تجوز"! ومن متعلّقات الشعر وأدواته قد يحصل التشبّه، حيث يقول الشيخ التويجري في كتابه: [الإيضاح والتبيين] ص85:"من التشبّه بأعداء الله تعالى تعقيد الخرق في رؤوس البنات كأنها الزهر، وهو من أفعال الافرنج في زماننا، وقد فشى ذلك بين المسلمين تقليداً منهم لأعداء الله تعالى واتباعاً لسننهم الذميمة"! وفي كتاب [فتاوى علماء البلد الحرام] سؤال عن حكم لبس ربطة الشعر التي توضع على جبهة الفُتيات، وجاءت إجابة أحد أعضاء هيئة كبار العلماء [السابقين] بأنه"لا يرى بأساً بهذه الآلة التي تربط شعر [الفتاة الصغيرة]، مخافة تشعّثه وانتشاره، سواء كانت فوق الوجه أو من جهة الخلف، وإن استغني عنها بالفتل والظفر فهو أولى"! هذه الفتاوى وهذا الشّعر، فتدبروا -أيها الناس- الأمر!