هوس الصيحات والموضة في زمن العولمة أسهم في وصول عدد من العادات المستوردة من الخارج التي تمس الفتيات، إلا أن الكثير من الفتيات اللاتي يبحثن عن مواكبة بعض العادات في حيرة بين اللحاق بركب الموضة، وبين الوقوع في المحظور الشرعي، والعلماء بدورهم التنويري للمجتمع يسعون الى موازنة المسائل المعاصرة وآخر الفتاوى. ونستعرض هنا فتويين إحداهما عن عباءة التخرج، والأخرى عن رفع شعر الرأس للأعلى باستخدم طريقة (البف) عند (الكوافيرات) ومحال التجميل.. عضو الشورى يجيز لباس عباءة التخرج للفتيات أجاز الشيخ سليمان بن عبدالله الماجد عضو مجلس الشورى لبس عباءة التخرج للفتيات، وجاءت إجازته مشروطة، حيث قال: “عباءة التخرج التي تلبس أثناء المشاركة في مسيرة حفل التخرج يجوز لبسها شريطة ألا تشابه عباءة القسيسات، ولا توضع القبعة الخاصة بالقسيس عند التخرج؛ لأن المقصود هو انتفاء المشابهة، والمشابهة هنا منتفية، وهذه من أمور العادات، ولم يعد الكفار يختصون بهذه الصفة، والآن صارت عباءة نسائية معروفة، ولا أرى حرجا في استخدامها. واستشهد الماجد بالقاعدة في التشبه كما ذكرها الإمام ابن تيمية رحمه الله والإمام الذهبي وغيرهما وهي: “أن يكون الشيء من خصائص الكفار؛ فمن رآه قال إن هذا هو لباس الكفار”. عميد المعهد العالي للقضاء يحرّم استخدام (بف) للنساء حرّم الدكتور عبدالله بن ناصر السلمي (عميد المعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض السابق)، طريقة رفع شعر الرأس التي تقوم بها بعض الفتيات في محال التجميل وتسمى (بف) واستشهد السلمي بحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “صنفان من أهل النار لم أرهما بعدُ: نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة....”. وأضاف أن بعض العلماء ذهبوا في هذا الحديث إلى معنيَين حيث رأى بعضهم ان رفع رأس المرأة شعرها إلى أعلى من أسنمة البخت المائلة، وحرّموا لأجل ذلك رفع شعر الرأس للمرأة. والفريق الثاني رأى ان المقصود بذلك هو التبرج، فإذا رفعت المرأة رأسها لأجل التبرج بأن وضعت شيئا على شعرها، ثم خرجت إلى الناس ليروا أن ذلك يرى منها فإن ذلك محرم، وإذا كان بينها وبين محارمها فلا حرج في ذلك، ويبقى الأمر وهو وضع شيء في الشعر من أجل رفعه، فإن كان الشيء الذي يوضع في الشعر من الشعر حَرُمَ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم - نهى عن أن يوصل الشعر بشيء، وقال أيضا: “المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور”، والمرأة إذا وضعت هذا الشيء في شعرها فإنه ينتفخ كأنه كثير الشعر، وهو ليس بذلك وهذا متشبع بما لم يعط، وغاية أمره الكراهة.