تعد الجسور المعلقة في مدينة جدة الأشهر والأقدم بين مثيلاتها في مختلف المدن السعودية، ارتبطت عبر التاريخ بروايات تناقلها سكان العروس، إما حول تاريخ إنشائها أو مسمياتها المختلفة التي خلقت هوية المكان وأضحت معالم يتداولها الجداويون بشكل يومي، بل إنها شكلت عبر عقود «ملاذاً آمناً» يستظل تحتها من لا مأوى له فيما يظل أكبرها حجماً وأقدمها عمراً جسر «طريق الميناء» بكل تفرعاته أحد أشهر تلك الملاجئ. وفي جهة أخرى من أطراف المدينة الساحلية وفوق أهم شوارعها الرئيسة الذي يربط أجزاءها كافة «طريق المدينة»، يلوح أشهر جسور العروس لكنه هذه المرة لم يكسب شهرته من حجمه الهائل أو كثافة العمالة الوافدة التي «تلتحف سقفه»، بل بأنه صاحب الاهتزازات الأشهر بين جسور جدة المعلقة إذ بمجرد الوقوف للحظات أمام أحد اتجاهاته الأربعة انتظاراً لإشارة المرور فإن حال «الارتجاج» المريبة تبدأ ولا تنتهي إلا بتحرك «المركبة» من تحته. منذ سنوات وهذه الحال يعيشها مرتادو هذا الطريق وهو الأوحد من بين المواقع التي عادة ما تلفت أنظار زائري العروس فتحضر حال الخوف ويتبادر السؤال «هل سيسقط؟». اللافت أنه على رغم تواضع حجم «جسر المربع»، إلا أن الحركة اليومية التي يشهده تظل الأكثر من بين الجسور المحيطة به ولا يقتصر الأمر على المركبات الصغيرة فحسب، بل يتعداه إلى وجود «أرتال» الشاحنات التي تسهم كثيراً في زيادة الشعور بالاهتزازات في كل أجزاء «الجسر المفزع». يقول المواطن فيصل صلاح القرني إنه أضحى يألف هذه التأرجحات التي تخلفها السيارات الثقيلة فوق جسر المربع الذي يسلكه أثناء ذهابه وعودته إلى مقر عمله لكنه لم يخف قلقه من أن تخلق هذه الهزات اليومية تأثيراً على البناء الداخلي للجسر وبالتالي حدوث كارثة -على حد وصفه- ويأمل أن يقتصر عبور السيارات ذات الحجم المتوسط وحجب الثقيلة والمحمّلة من امتطائه. من جهته، شدد نايف العثمان على ضرورة فحص الطبقة الخرسانية لجسر المربع بشكل دائم «بسبب الحركة المستمرة للمركبات عليه» ما قد تتسبب في تآكل لسطح الجسر وبعض أجزائه المهمة الداخلية منها والخارجية، ويشير العثمان إلى أن «الجسر المعني» أصبح مثاراً للتسلية عند الصغار الذين يشعرون بارتجاج سطحه عندما يكونون داخل السيارة مرافقين لذويهم، وهو شعور قد يشترك فيه الكثيرون، فغرابة ما يحدث فوق ذلك الجسر قد تكون مثاراً للسخرية والتعجب لدى البعض. مصدر بالإدارة العامة للجسور والأنفاق في أمانة جدة، أكد ل«الحياة» أن أعمال الصيانة لجسر المربع وغيره من المواقع تتم بشكل دوري وبعد هطول الأمطار ونحوها، أما ما يتعلق بالاهتزازات التي عرف بها «المربع»، أوضح أنها طبيعية نتيجة لارتفاع الجسر إلى جانب وجود دعامات تسمح بامتصاص الأحمال والأوزان الثقيلة ما يتسبب بتلك الارتجاجات من وقت إلى آخر، داعياً إلى عدم القلق منها.