تعاني بعض النساء من صعوبة التوفيق بين مسؤوليات المنزل وبين واجبات العمل، بينما نجد في الجهة المقابلة مجموعة أخرى من النساء لا تواجه أي مشكلة حيال ذلك، وترى أن التوفيق بينهما سهل ويحتاج فقط إلى شيء من التنظيم والترتيب. وترى سيدة الأعمال جيهان سلطان أن أفضل دوام للمرأة العاملة المتزوجة هو نصف دوام، وتقول:"إنها تراه مناسباً، إذ تستطيع المرأة التوفيق بين عملها وتربية أبنائها، والعناية بمنزلها وزوجها"، مشيرة إلى أن تحمل ضغوطات العمل وساعات الدوام تختلف من المرأة العاملة المتزوجة ونظيرتها غير المتزوجة، نظراً لاختلاف الظروف الاجتماعية والمادية لكل واحدة منهن، إذ إن الظروف المادية تحتم على المرأة الرضا بأي وظيفة، على رغم ما يلحقها من ضغوطات، وتلفت جيهان إلى الحاجة إلى عاملات منزليات للتمكن من تحمل مسؤولية الأولاد، وأشارت إلى أن بعض النساء العاملات يعتمدن على أم الزوج لرعاية الأطفال. وأضافت"أنها تفضل لو أن المرأة العاملة داومت بنصف دوام لتتمكن من التوفيق بين بيتها وعملها"، مضيفة أننا"نجد الكثير من السيدات يرغبن بالعمل الخاص من المنزل حتى لا يغبن لفترات طويلة، ويعملن كأسر منتجة". في المقابل أكدت سيدة الأعمال أماني عبدالواسع ل"الحياة":"أن المرأة لو أخلصت في عملها، فهذا يعني أنها غير مخلصة في بيتها بالدرجة ذاتها"، وأرجعت السبب في ذلك إلى أن الإنسان لا يمكن أن يجمع بين مسؤوليتين بالقوة والدرجة نفسهما، وذكرت مثالاً على ذلك بعدم قدرة المرء على صعود جبلين في الوقت نفسه، وأضافت أنه"يمكن للمرأة أن تجمع بينهما في حال عدم تحملها لمسؤوليات المنزل التي تستلزم الاهتمام بالزوج والأطفال والعناية بهم". أما سحر مهنا فتقول:"كنت أشعر بأني مقصرة بحق أطفالي حين كانوا صغاراً، كنت أكرس وقتي للعمل"، مضيفة:"كنت أضع أطفالي إما في منزل عائلتي أو الحضانة، وأشعرني ذلك بنوع من التقصير غير المقصود، ولما كبر أطفالي استعنت بمدبرة منزل لترتيب البيت وطهو الطعام، وصرت أكثر تفرغاً بعد ساعات الدوام لمهامي كأم"، مشيرة إلى قدرتها على التوفيق بين أمومتها ووظيفتها، حين تجد مساعدة من أشخاص تثق فيهم. وعلى خلاف مهنا، تعتبر لميس عبدالله طبيبة عيون نفسها بارعة في التوفيق بين مهام وظيفتها وأمومتها، مشيرة إلى أنها التزمت منذ إنجابها طفلها الأول بالفصل بين المهمتين. وقالت:"وضعت لنفسي مهام مجدولة تساعدني في تخطي صعوبات التوفيق بين المهمتين، وحين أعود إلى البيت أعود منفتحة على مهمة أكثر جمالاً"، لافتة إلى أن أبناءها في أصعب مراحلهم الدراسية وتتابعهم من دون ملل. ومن جهة أخرى، اشتكت أخريات من ضيق الوقت وصعوبة التوفيق بين العمل وبين مهام الأمومة. وذكرت تهاني عيسى أن"ظروف عملي تتطلب ساعات كثيرة خارج المنزل، ما يضطرني لتخصيص أيام عطلة الأسبوع لقضاء حاجاتي، والبقاء مع العائلة". فيما قالت منى يحيى موظفة بنك:"إنه لا يمكنها العمل كالآلة المتواصلة ليلاً ونهاراً، وعلى أولادها تفهم الأمر الذي سيمارسونه مستقبلاً". وأوضحت منيرة علي أن الظروف العملية منهكة وتلزمها بقضاء الوقت منفردة بعيداً من ضوضاء العمل، كي لا يؤثر عملها على أمومتها، مضيفة"إذا عدت من العمل أحتاج إلى وقت للراحة أقضيه في النادي لتفريغ شحنة العمل، وهذا يتطلب التضحية من أولادي كوني أعمل من أجلهم".