طالب متخصصون ومهتمون بالشأن الأسري خلال مشاركتهم في فعاليات «الملتقى الخامس لجمعيات الزواج والأسرة في المملكة» الذي انطلقت فعالياته في مدينة بريدة أول من أمس، باشتراط التحاق المقبلين على الزواج بدورات تدريبية قبل السماح لهم بإتمام عقود نكاحهم، ووضع برامج للعاملين في مجال الإرشاد الأسري، وإيجاد مراكز تدريبية متميزة في المجال الأسري، خصوصاً مع ارتفاع نسبة الطلاق في السعودية إلى 35 في المئة بحسب أحد القضاة الذي يترأس جمعية تعمل في مجال التوجيه الأسري. وشدد عضو لجنة إصلاح ذات البين في مكةالمكرمة مشعل الغامدي على أهمية وضع شرط في عقود النكاح يتضمن التحاق المقبلين على الزواج بدورة تدريبية أسوة بالفحص الطبي المطبق حالياً، مشيراً إلى أن من شأن ذلك أن يجعل الجمعيات المعنية تكثف برامجها التأهيلية وتضمن الإقبال عليها. وأكد الأمين العام المساعد لشؤون المحاكم والقضاة في المجلس الأعلى للقضاء الدكتور عبدالمجيد الدهيشي في ورقة عمل بعنوان: «التأهيل الشرعي للمقبلين عن الزواج.. أهميته وثمراته»، أن تأهيل الزوجين قبل دخول بيت الزوجية له فوائد كثيرة، منها تعرّف كل واحد منهما على طبيعة شريك حياته، لأن طبائع الرجال وسماتهم تختلف عن النساء وسماتهن، ومساعدتهما في تحصيل فوائد النكاح من الرحمة والمودة والسكن النفسي والجسدي، إضافة إلى تعليمهما الواجبات الشرعية والحقوق المتبادلة بينهما وفق القواعد القرآنية التي نظمت حقوق الزوجين. وتحدث عن ضعف الاهتمام بالتأهيل والتثقيف في الجوانب الشرعية فيما يخص العلاقة بين الزوجين، عازياً ذلك إلى افتراض توافر الثقافة الشرعية لدى الأبناء والبنات لما حوته المناهج التعليمية من تثقيف وتعليم في هذا الجانب، وما يعتقده كثير من الناس من أن أحكام الشريعة الإسلامية مقصورة في الحلال والحرام، ولم يرد فيها ما ينظم العلاقة بين الزوجين، إضافة إلى عزوف متخصصين في الجوانب الشرعية عن بعض برامج التثقيف والتأهيل. واعتبر رئيس قسم الصحة النفسية والعلاج الأسري في الحرس الوطني الدكتور عمر المديفر في ورقة بعنوان: «التدريب في الإرشاد الأسري.. عن أي مستوى نتحدث؟» أن تزايد مشاريع الإرشاد الأسري والزواج من القطاع الخيري والتجاري ظاهرة صحية تساعد في توجيه المجتمع الوجهة الصحيحة، مشيراً إلى أن هناك توجهاً عاماً لدى هذه الجهات للتدريب على تقديم هذا الإرشاد، وإن كان محدوداً إلا أنه يشكل نشاطاً مهماً في هذا المجال. وأكد رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية للزواج والتوجيه الأسري في محافظة جدة قاضي التمييز في محكمة الاستئناف في مكةالمكرمة عبدالله العثيم أن نسبة الطلاق في السعودية تصل إلى 35 في المئة. وتحدث عن تجربة جمعية الشقائق الخيرية في تأهيل فتيات للزواج، مشيراً إلى أن دراسة أجريت على الملتحقات بالدورات أثبتت انخفاض نسبة الطلاق إلى حد كبير جداً وصل إلى نحو 3 في المئة، داعياً إلى تبني جمعيات الزواج والأسرة برامج لتأهيل الشبان والفتيات المقبلين على الزواج. وطالب المهندس سعد المطرفي من الجمعية الخيرية لمساعدة الشباب على الزواج في مكةالمكرمة، بوضع برامج للعاملين في مجال الإرشاد الأسري من المتخصصين في مجال الطب النفسي، مضيفاً أن دبلوم الإرشاد الأسري الذي تم تطبيقه في الأحساء وفي مكة خرّج 60 مرشداً حصلوا على دبلوم عالٍ ولديهم الاستعداد للمواصلة. وأكد أن الأزواج الذين حصلوا على برامج تأهيل قبل الزواج لديهم استعداد قوي للجوء إلى مستشارين في مجال الأسرة. ودعا عضو مجلس إدارة جمعية «أسرة» الدكتور في جامعة القصيم صالح الونيان، إلى إيجاد مراكز تدريبية متميزة «لأن الموجود حالياً تعتريه ملاحظات، فبتنا نلاحظ وجود محاضرات يطلق عليها مسمى دورات وفيها الغث والسمين»، إضافة إلى عقد شراكة مع الجامعات ومراكز التدريب المتخصصة لإنتاج عدد من المدربين والمدربات يتولون هذا الأمر. وتابع: «الثقافة الجنسية هي باب المشاكل الزوجية حالياً، ويجب طرحها وتداولها لأنها لا تخرج لدى البعض عن كونها ثقافة جنسية منفلتة أو أمية جنسية، ولا بد من التفرقة بين الثقافة الجنسية المنفتحة من دون ضوابط لدى الغرب، وبين الثقافة الجنسية الإسلامية التي تحكمها علانية المعلومة وسرية الممارسة». وكان أمير منطقة القصيم فيصل بن بندر بن عبدالعزيز رعى افتتاح الملتقى مساء أول أمس. وقال في كلمته: «الاعتزاز بمثل هذه اللقاءات وبمثل هذا العمل البناء يجعلنا جميعاً نبذل جهدنا في تهيئة الجو المناسب والأرض الصلبة ليقف عليها العمل الاجتماعي والذي يعتبر من أهم الأعمال في حياة الأمم والأوطان، ولذلك فإن هذا الملتقى مهم للغاية ويجب أن يؤخذ مأخذ الجد، وأن يخرج بما يفيد العمل الاجتماعي، وأهم عمل هو الأسرة، وهي النواة التي يتكون منها المجتمع». «دراسة»: إرشادات الوالدين عن الحياة الزوجية قليلة