اتجه عدد كبير من الشعراء الشعبيين إلى التعاون مع منشدين، وظهر ذلك جلياً في دواوينهم الصوتية، لكن تلك الأصوات التي لجأ لها هؤلاء الشعراء لم تغطِ عيوب قصائدهم. المنشدون أو أصحاب الشيلات ظهروا في الساحة قبل أعوام عدة، ويسرقون ألحان الأغاني، ويركبونها على القصائد، حتى يوحى للمستمع أنها شبيهة بأغنية ما. أصحاب الأصوات الجميلة من المنشدين هم وحدهم الآن، الذين كسبوا مادياً في الساحة الشعبية، كونهم لا يلقون قصائد إلا بمقابل مالي، إضافة إلى أنهم أصبحوا ضيوفاً على الأمسيات الشعرية بمبالغ كبيرة، قد تتعدى في بعض الأحيان أسعار الشعراء. وجود المنشدين في الساحة الشعبية خدم عدداً من الشعراء، خصوصاً الذين لم يوصلوا كثيراً من أشعارهم، وأضروا بآخرين، من خلال عدم تفاعلهم مع كلمات قصائدهم، ما جعل القصيدة تصل بشكل ضعيف. سيختفي المنشدون الذكور في حال اقتحمت النساء مجال الإنشاد، وهذا ما ستكشفه الأيام القليلة المقبلة، كون أصحاب الشيلات عجزوا عن إيصال القصائد النسائية بشكل جميل.