قرار إسناد تحكيم مباريات الكلاسيكو والتنافسية في بطولة كأس ولي العهد في الدور ربع النهائي، ومنها مباراة الأمس بين الهلال والأهلي، ومباراة اليوم بين الاتفاق والاتحاد، إلى حكام محليين يثير التساؤل والاستغراب، ليس لأن الحكام السعوديين غير مؤهلين فنياً ولياقياً، وإنما لأنهم غير مؤهلين ذهنياً ونفسياً. قد يكون السبب متعلق بالأندية التي لم تطلب حكاماً أجانب، وقد يكون قراراً من اتحاد الكرة لا أدري ، وهذا لا يعني عدم الثقة في الحكم السعودي، فهو من خيرة حكام قارة آسيا، ويكفي بأن الحكم الدولي خليل جلال كان أحد أبرز حكام نهائيات كأس العالم الأخيرة في جنوب أفريقيا، وأفضل حكام نهائيات أمم آسيا التي استضافتها قطر بداية هذا العام. لكن الحقيقة التي أثبتتها المشاركات الداخلية والخارجية للحكم المحلي تؤكد أنه يتفوق خارجياً، ويخفق داخلياً، والسبب أنه عندما يكلف بمباريات داخلية تتكون لديه حالات من الخوف والرهبة، وتحسس كبير من معسكر أحد الفريقين أو كليهما، مع قراءة مستقبلية لما سيقال ويكتب عنه بعد المباراة. وهذا بلا شك يفقده السيطرة على مباراة تقام ضمن مباريات أقوى دوري عربي من حيث الإثارة والقوة والتنافسية، وفي وجود أنظمة ولوائح وقوانين لم تحمي الحكام في كثير من المناسبات وهذا أمر ملاحظ تسبب في فقد الحكام للثقة في أنفسهم وفي لجنتهم، واللجان الأخرى. والحقيقة أن لجنة الحكام الرئيسية التي يترأسها الدولي السابق عمر المهنا أسندت المباراتين المشار إليهما إلى أفضل حكمين لديها، وهما المونديالي خليل جلال، والدولي الشاب فهد المرداسي، فالأول يملك خبرة كبيرة واحتك وزامل أفضل حكام كرة القدم في العالم، والثاني يقدم نفسه بصورة أكبر من عمره، حتى أصبح أحد المميزين في دوري زين السعودي، وحاز على ثقة الأندية وجماهيرها، والنقاد الرياضيين. واعتقد أن من حق لجنة الحكام الرئيسية أن نشيد بعملها وخططها، فهي والحق يقال فعلت في مدة قصيرة ما لم تفعله لجان مجتمعة في سنوات، وليس أدل على ذلك من أنها استطاعت أن تقدم للتحكيم السعودي أسماء تبشّر بالخير أمثال مرعي العواجي، وفهد العريني، وعباس إبراهيم، ومطرف القحطاني، وأعادت اكتشاف الخبير عبدالرحمن العمري. كل هذه المزايا تؤكد أن لدينا قضاة مؤهلين لتحكيم المباريات، غير أنهم بحاجة إلى الحماية والإنصاف من رؤساء الأندية وأعضاء شرفها، واللاعبون والجمهور، إضافة إلى النظر في مداخيلهم مقارنة بما يتقاضاه اللاعبون، وهذا يدعوني كما طالبت من قبل وطالب غيري بتطبيق نظام احتراف للحكم السعودي. إن الحكم السعودي يستطيع من دون تدخل أي جهة أخرى من إصدار قرار فوري بمنع استقدام الحكم الأجنبي، وكل ما يحتاجه هذا القرار هو شجاعة حكامنا واستعادة ثقة الشارع الرياضي فيهم، والنظر للأندية كلها من دون فوارق أو تمييز، فهل نبدأ من الآن، أو بمعنى أدق: هل بدأنا من أمس؟ [email protected]