كم من القضايا التي نفتح ملفاتها ولا نستطيع إغلاقها، ومن هذه القضايا، قضية الحكم السعودي والحكم الأجنبي، وأذكر أن اتحاد الكرة قرر منذ أكثر من موسمين أن يكلف لمباريات الديربيات، والمباريات التنافسية، ومباريات خروج المغلوب، والنهائيات حكاماً أجانب. وكان الهدف من ذلك إبعاد الحكم السعودي عن أي شبهة أو حديث حول تعاطفه في قرار مع نادٍ ضد آخر، أو وقوعه في خطأ يفسر في ما بعد على أنه مقصود، وبالتالي يصبح هذا الحكم حديث الإعلام ومسؤولي الأندية، وقد يصل إلى التطاول على الحكم واتهامه في ذمته وأمانته! والحقيقة أن لدينا عدداً من الحكام الذين نفتخر بهم وبما وصلوا إليه من كفاءة وشهرة وسمعة عالمية، لكن ذلك لا يلغي حساسية موقف بعض هؤلاء الحكام مع بعض الأندية وجماهيرها، الأمر الذي يجعل درجة القبول بهذا الحكم أو ذاك ضعيفة بعض الشيء عند بعض الأندية! ولعل من المنطق والحكمة ألا نلوم هذه الأندية، إن هي تحفظت على تكليف حكم سعودي لمباراة حساسة، كما حدث من ناديي الوحدة والأهلي اللذين اعترضا على اختيار الحكم الدولي «المونديالي» خليل جلال لمباراتهما التي أقيمت أمس في ذهاب الدور نصف النهائي لكأس الأبطال! ذلك أن الناديين لا يقصدان بأي حال من الأحوال الحكم بعينه، بمعنى أن اعتراضهما ليس على خليل جلال أبرز وأفضل حكم سعودي في المواسم الأخيرة، وإنما المقصود منه الصافرة المحلية - أياً كان الحكم الذي يحملها - لشعور الناديين بأن هذا الحكم سيكون تحت ضغط المباراة والجمهور! وحتى لا يفهم حكمنا الكبير خليل جلال من موقف الناديين أنه تقليل من مكانته وخبرته وكفاءته وعالميته، وكنت أتمنى لو أنه لم يظهر في برنامج «الملعب» بتلك الحالة من الانفعال، فالأمر في تصوري حق مشروع للناديين، وهما يستندان في اتفاقهما على قرار سابق من أمانة اتحاد الكرة أخلّت به، وأوقعت لجنة الحكام في المحظور! أما لجنة الحكام فأنا لا ألومها على اختيارها للحكم خليل جلال، فقد اختارت أفضل حكامها، وأكثرهم قدرة وخبرة على قيادة المباراة وإخراجها إلى بر الأمان، واللوم كل اللوم يقع على أمانة اتحاد الكرة التي لم تنفذ قرارات سابقة، ولم تقدّر حساسية المباراة وأهميتها، وحق الفريقين في أن يعاملا معاملة الهلال والاتحاد اللذين أسندت مباراتهما لطاقم تحكيم أجنبي، كلّف في ما بعد بتحكيم مباراة الوحدة والأهلي! وليسمح لي الصديق العزيز خليل جلال أن أعاتبه على بعض العبارات التي وردت في حديثه لبرنامج «الملعب»، على رغم تفهمي لحالة الإحباط التي كان عليها وهو يتحدث، فهو لم يتقبل الموقف وكان بالنسبة له أشبه بالصدمة، لكن ذلك لا يعني أيها الرائع والخلوق أن تقول إن مستواك أكبر من مباراة الوحدة والأهلي، والهلال والاتحاد، وأعلم أنك لا تقصد ذلك، وأنك تدرك أن الدوري الجيد ينتج حكاماً جيدين، وأنت أولهم! [email protected]