مع انتهاء مباريات الجولة قبل الأخيرة من دوري زين السعودي للمحترفين، التي أقيمت يوم أمس، تكون الصورة قد وضحت، حول إن كانت المطاردة ما زالت مستمرة بين الشباب والأهلي، أو تم تقليص الفارق النقطي، وبالتالي تم تأجيل الحسم إلى الجولة الأخيرة في ملعب جدة يوم ال14 من هذا الشهر، أو أن هذه الجولة حسمت البطولة، ونصبت الشباب بطلاً، في حال خسر الأهلي أمام الرائد. كان على اتحاد كرة القدم الموقت أن يستثني لقاءات الأهلي والشباب في آخر ثلاث جولات من قرار تخصيص ثلاثة حكام أجانب لكل فريق في الدوري، ومنحهم فرصة إحضار ثلاثة حكام آخرين لمبارياتهم الحالية، حتى تجنب لجنة الحكام أي إحراج مع الأندية وجماهيرها. ذلك لم يحدث بطبيعة الحال، وأتمنى ألا يكون قد حدث في مباراتي الأمس ما يثير حفيظة أياً من الناديين من حكام مباراتيهما أمام كل من الرائد والأنصار، كون هاتان المباراتان تعنيان للفريقين جهد موسم كامل، لا يجب أن يضيع بفعل قرار مهما كان اسمه ونوعه. لقد بات من غير المقبول في جولات الحسم أن نتقبل قراراً تقديرياً بمنح بطاقة صفراء لأحد اللاعبين، ربما تحرم فريقه من مشاركته في مباراة مقبلة وحاسمة، ناهيك عن قرار باحتساب ضربة جزاء غير صحيحة، أو إشهار بطاقة حمراء، ويخرج علينا من يقول إنه قرار تقديري. كلنا نعلم أن حكام كرة القدم هم «بشر»، يخطئون ويصيبون، غير أن أخطاء الحكم السعودي تبدو كبيرة ومؤثرة، على رغم ما تبذله لجنة الحكام برئاسة الدولي السابق عمر المهنا من جهود لتطوير الحكم السعودي، ورفع درجة الثقة لديه. هناك مصطلح في علم الإدارة يسمى «إدارة الأزمات»، اهتم بتحديد مفهوم الأزمة وشروط النجاح، وهو ما يمكن أن تتبناه لجنة المهنا «الناجحة جداً» في خطواتها وفلسفتها وبرامجها، ليكون أحد أهم برامج عملها المعتمدة في الموسم المقبل. وفي تقديري، فإن ما ينقص الحكم السعودي، هو كيفية التعامل مع المباريات ذات الحساسية العالية، مثل مباريات ال«دربي»، أو المباريات التنافسية، باعتبار أنه يتأثر بكل ما يدور في الساحة، وبالتالي تأتي الأخطاء بدائية جداً، وتساهم في «نسف» كل تفوق صنعه الحكم لنفسه، ولعلكم تلاحظون أنني لم أتحدث عن كفاءة الحكم السعودي، لأنني على يقين تام بكفاءته وقدرته على قيادة مباراة نهائية في دوري أبطال أوروبا، وليس مباراة في الدوري المحلي، وهذه الشهادة ليست مني، بل جاءت من الاتحاد القاري، والاتحاد الدولي، ويتضح ذلك من خلال إسناد مباريات في الأدوار النهائيات لحكام سعوديين. وبالعودة إلى مفهوم «إدارة الأزمات»، وبتطبيق ذلك على حكام كرة القدم المواطنين، يبرز اسم الحكم المونديالي خليل جلال الغامدي، كواحد من أكفأ وأقدر الحكام على إدارة المباريات الكبيرة، وهو ما يمكن أن نطلق عليه لقب حكم «إدارة الأزمات» بامتياز. [email protected]