غمرت الفرحة قطاع غزة خلال الساعات ال 48 الماضية بعد الإعلان عن التوصل الى صفقة لتبادل الأسرى، فيما اتصل رئيس الحكومة المقالة في قطاع غزة إسماعيل هنية هاتفياً بالرئيس محمود عباس ووضعه في صورة تفاصيل صفقة التبادل. وفور الإعلان عن الصفقة، جابت شوارع القطاع مسيرات ترحب بالاتفاق، ونزل الغزيون الى الشوارع ليلا فرحين بقرب إطلاق الأسرى، وأطلقوا الأعيرة النارية في الهواء بكثافة، فيما غمرت الفرحة المضربين عن الطعام في خيمة التضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية، المقامة أمام مقر الصليب الأحمر في غزة، بالغبطة. ونظمت القوى الوطنية والإسلامية واتحاد لجان العمل الزراعي ونقابة محامي فلسطين وغيرها مسيرات اتجهت نحو خيمة التضامن أمس، فيما تداعى أنصار «حماس» وقادتها الى باحة المجلس التشريعي ليل الثلثاء الجمعة، بمن فيهم هنية.وأصدرت القوى والفصائل والمؤسسات بيانات ترحيب ب «الصفقة النوعية». إلا أن ابتسامات شاحبة سرعان ما علت شفاه الكثير من الغزيين، خصوصاً أنصار «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» و«حماس» بعدما أكد عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق ما أعلنته إسرائيل من أن الأمين العام ل «الشعبية» أحمد سعدات وعدداً من كبار قادة الحركة العسكريين غير مشمولين في الصفقة. وكشفت الناطق باسم «لجان المقاومة الشعبية» «أبو مجاهد» أن القائد العام لألوية الناصر صلاح الدين الذراع العسكرية للجان الشهيد عماد حماد كان «أول من أجرى تحقيقاً مع شاليت». وقال إن «حماد كان أول من خطط لهذه العملية برفقة الأمين العام للجان المقاومة الشعبية الشهيد كمال النيرب»، اللذين استشهدا مع 3 من القادة العسكريين وطفله في غارة إسرائيلية في 18 آب (أغسطس) الماضي رداً على عملية ايلات التي قتل فيها 8 إسرائيليين. ورأى كثير من الفلسطينيين أن هذه الصفقة تتميز عن غيرها من الصفقات السابقة لتبادل الأسرى التي وصل عددها الى 37 في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي. فعلى رغم أن عدداً من الصفقات شمل أعداداً أكبر من المشمولين في الصفقة الراهنة، إلا أن كسر بعض القواعد أو المحرمات الإسرائيلية كان الأبرز فيها. ومن ضمن قواعد اللعبة التي تغيرت رضوخ إسرائيل لشروط «حماس» و «لجان المقاومة الشعبية» وإصرارهما على إطلاق أسرى من فلسطينيي 48 ومدينة القدسالمحتلة، الذين طالما ادعت الدولة العبرية أن هؤلاء مواطنون إسرائيليون لا علاقة للفلسطينيين بهم. كما أن الحركتين أصرتا على إطلاق من أمضوا فترات طويلة جداً في السجن، ومن ذوي المحكوميات العالية جداً. ورأى كثيرون أنه ما كان لذلك أن يتم لولا قدرة الفصيلين تأمين وصول شاليت الى مكان آمن، وإبقائه رهن الاعتقال طوال 5 سنوات بذلت خلاله إسرائيل جهداً كبيراً، من دون جدوى، لمعرفة مكان احتجازه، ما شكل ذلك نجاحاً أمنياً كبيراً للفصيلين، وفشلاً استخباراتياً ذريعاً لأجهزة الأمن الإسرائيلية.