انتقد عدد من حضور الندوة التي عقدتها الملحقية الثقافية السعودية على هامش معرض بيروت، حول الرواية السعودية، خلو الورقة التي قدمها الدكتور عبدالرحمن الوهابي التام من الأمثلة والتطبيقات، إذ قرأ"ورقة قاتمة ومحاصرة بالمصطلحات التي يبثها في غير موضعها أحياناً"، مشيرين إلى أن ما قدمه بصفته قراءة نقدية لواقع الرواية في السعودية وتحولاتها"بدا مرتبكاً ومشتت النقاط، ولم يجب على سؤال واحد كما ينبغي". في حين جاء المحاضر على ذكر الأديب غازي القصيبي، بصفته شاعراً فقط لا روائياً، الأمر الذي أثار أحد الحاضرين الغيورين على القصيبي وأدبه، ليقول للوهابي صراحة:"أنت لست مقياساً للرواية السعودية". الوهابي في محاضرته التي أدراها عضو مجلس الشورى الأديب حمد القاضي، أكد أن الإعلام"يتحكم في اللعبة ويعطي مساحته كاملة أكثر منه كناقد، مما يوسع الطريق لهذا الروائي وذاك من دون أن يكون للنقد حضور، ليلتزم الكاتب بالمعرفة العلمية لا الاجتهادات الكتابية فقط". وقال إن بعض الروائيين السعوديين مؤدلجين، وأن الكثير من الجوائز تأتي بأجندة محددة للفوز بها، مشيراً إلى أنها ليست معياراً فنياً. وأضاف أنه يمكن ملاحظة تطور الرواية السعودية خلال العقدين الأخيرين،"لا لكونها ظاهرة أدبية اجتماعية تتطور وتتحرك مع المجتمع، بل لحضور متغيرات سياقية أثرت عليها كماً وكيفا،ً وتكاد تصبح الجنس الأدبي الأكثر بروزاً على الساحة"، مستعرضاً مسيرة السرد في الرواية المعاصرة في السنوات العشر الأخيرة. ولأن الشكل الروائي يعد الثنائية التي تقوم عليها الرواية مع"الثيمات"، كما قال:"فإن الرؤية الاستشرافية الاستقرائية تشير فرضيتها إلى حضور متغير قائم على الوصف إلى حضور تيار الواقعية الملامس للحراك المحلي، بصورة تتزامن مع المنتج المتقدم للرواية السعودية منذ نشأتها في عام 1932 مع رواية"التوأمان"حتى مرحلة الثمانينات الميلادية، إذ ظهرت التجربة كانعكاس لمفهوم الحداثة حينها مع تيار الأدب الإسلامي، وكان ظهور المضامين التقليدية من تاريخية ورومانسية وواقعية وغيرها، بصورة لا تخالف التوجه الاجتماعي العام". ويرى الوهابي أن الرواية المعاصرة المعنية"تغير خطابها الثيمي للحديث مباشرة عن المسكوت عنه في شكل محاكاة للواقع، وإن كانت على المستوى التقني تشهد تطوراً إلا أنها تراوح مجال المحاكاة". واعتبر بعض الحضور أن الورقة"المرتبكة"يتحمل مسؤوليتها"الذين رشحوا الوهابي للمشاركة، وكأنه لا يوجد نقاد سواه"، مشيرين إلى أنه"ربما لم يقرأ رواية واحدة على نحو نقدي جيد".