إتهم أحد مستشاري رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي أطرافاً سياسية لم يسمها بالتورط في سلسلة اغتيالات طاولت عناصر في جهاز الإستخبارات «في محاولة للسيطرة عليه». على صعيد آخر، وصف تيار الصدر الوضع السياسي في العراق بأنه «في أخطر مراحله». وكانت بغداد وعدد من المحافظات الجنوبية شهدت سلسلة أغتيالات طاولت عناصر في الاجهزة الامنية، بينهم ضباط في جهاز الإستخبارات. وسخر عادل برواري مستشار رئيس الوزراء نوري المالكي من تصريحات بعض المسؤولين الامنيين التي تحمل تنظيم «القاعدة» مسؤولية تلك الاغتيالات وقال ل «الحياة» ان «التفجيرات الانتحارية والسيارات المفخخة يمكن ان تقف خلفها «القاعدة»، لكن الاغتيالات الاخيرة التي كانت دقة في التنظيم والاحتراف وانتخاب الاهداف لا تتمكن أي جهة من تنفيذها سوى مجموعات من داخل جهاز استخبارات او من داخل الاجهزة الامنية ذاتها». وأضاف ان «جهاز الإستخبارات مخترق وبعض ضباطه من عناصر النظام البائد، وبعضهم الآخر تم تعيينه بعد عام 2003 من الاحزاب والكتل السياسية»، لافتاً الى ان «التقاطعات بين الكتل والمنافسة في ما بينها للسيطرة على جهاز الإستخبارات هي التي تقف وراء موجة الاغتيالات الاخيرة». وتابع ان «الاطراف السياسية تنفذ اجندات دولية خارجية تحاول السيطرة على الاجهزة الحساسة في البلاد قبل الانسحاب الاميركي». وأوضح ان «الإرهاب لا ينزل من السماء بل تقوم به كتل سياسية مشاركة في الحكومة هدفها إشاعة الفوضى والخراب واعادة الاقتتال الطائفي من خلال استفزاز طائفة معينة لا سيما ان غالبية المغدورين هم من تيار سياسي كبير (رفض ذكر اسمه)». وأوضح ان «هناك تسريب للمعلومات عن حركة عناصر جهاز الإستخبارات وعن نوع السيارات التي يستخدمونها وعناوينهم ومواعيد عملهم وخروجهم من منازلهم، وهذه الامور لا يمكن لاحد الوصول اليها سوى العاملين داخل الجهاز، ما يثبت انه مخترق من المسلحين ومن دول مجاورة مختلفة تتصارع في السيطرة على الساحة العراقية». وعلمت «الحياة» من مصدر مسؤول ان «مكتب القائد العام للقوات المسلحة (رئيس الوزراء نوري المالكي) اعطى تعليمات مشددة لشبكة الاعلام العراقية ولجميع المسؤولين الامنيين بعدم نقل أي اخبار عن حوادث الاغتيال التي تطاول عناصر جهاز الإستخبارات». إلى ذلك، اتهم رئيس «كتلة الاحرار» النيابية التي تمثل «تيار الصدر» في البرلمان بهاء الاعرجي، أطرافاً سياسية وشخصيات عراقية ب «السماح لدول بتنفيذ اجنداتها داخل العراق»، من دون ان يسمي تلك الاطراف أو الشخصيات. ورأى في بيان ان الوضع السياسي «في اخطر ظروفه وهناك تداعيات كثيرة بسبب تداخلات في المواقف الداخلية والخارجية». ودعا الى «نبذ الخلاف وتحقيق الوحدة الوطنية لانقاذ العراق». وحذر من ان «الايام المقبلة ستكون حبلى بكثير من المفاجآت».