ماذا لو خسر المنتخب السعودي فرصة التأهل للأدوار المؤهلة للمجموعات التالية التي تتنافس عن قارة آسيا للوصول الى نهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل، المقال قبل مباراة السعودية وعمان مساء أمس، هناك من وصف عدم التأهل بالكارثة، وأوصاف اخرى على غرار الكارثة وكأنه يريد اجترار ماضي المنتخب السعودي عندما كان يتأهل لكأس العالم دون تلك الصعوبة التي يعانيها الآن، او التي سيعانيها في المستقبل، ان واصل طريقه الى التواجد مع العشرة الذين ربما وصل منهم خمسة منتخبات لكأس العالم. وفي الدورة الماضية 2010 أقصي المنتخب السعودي من منتخب البحرين وقبلها تأهل للنهائيات لكأس العالم 2006 بمساعدة البحرين عندما أزاح الأحمر البحريني منتخب إيران في المنعطف الأخير، وقد شاهد الجميع حالة النشوة الكبيرة لمجرد الفوز على منتخب تايلاند، فالأمور لم تعد كما كانت في السابق رغم انها في السابق لم تكن ترضي طموحات المشجع السعودي، فهذا المشجع لا يريد في تلك المرحلة التأهل لكأس العالم فقط بل كان يطمح في تسجيل حضور قوي في النهائيات، فمنتخب يتأهل اربع نهائيات متتالية ليسجل تراجعاً في كل مشاركة بعد الأخرى هو الآن يعاني الأمرين، فالبطولة السابقة لم يتأهل لها وفي نهائيات كأس آسيا لأخيرة سجل الأخضر السعودي أقل مشاركة له في تاريخه، واليوم يعاني المنتخب من صعوبة بالغة في تجاوز المنتخب التايلاندي، فأي كارثة يمكن ان يسجلها المنتخب السعودي لو قدر له الخسارة من المنتخب العُماني وأصبحت حظوظه في خبر كان. ومساء البارحة ان كان المنتخب قد فاز على عُمان وجمع ثمان نقاط فلربما يكون المنتخب التايلاندي قد فاز على استراليا، ليبقى الأخير في مرحلة الخطر بالخروج المبكر رغم البداية القوية جداً، أي ان لقاءه امام المنتخب السعودي سيكون مصيرياً وصعباً على السعوديين عندما يشدون الرحال لمواجهتهم ويكون المتأهل الثاني اما عُمان او تايلاند. وهذا سيناريو ربما يحدث، وان حدث فأية كارثة يتحدث عنها البعض، اليست كرة القدم توزع نتائجها على هذا النحو؟ الم نتذكر حتى الآن كيف غابت منتخبات عن النهائيات سبق لها الفوز بكأس العالم؟ لكن المنتخب القوي الذي يواجه السقوط ينهض بقوة كبيرة، والمنتخب السعودي توالت عليه الكثير من مراحل السقوط، ولكنه حتى هذه اللحظة لم ينهض منها كما كنا نتوقع، وعلى السعوديين ان يعالجوا ما طرأ على كرتهم خلال السنوات الماضية لا ان تسجل الاحتفالات والأفراح لمجرد تحقيق الفوز الأول من اربع مباريات من أصل ست. وكل ما نتمناه حقيقة ان تكون نتيجة الأمس في مصلحة المنتخب السعودي على رغم ان الكثيرين رأوا انها أقرب للتعادل، وان حدث هذا التعادل المرتقب فإن الصعوبة ستزداد وعندما لا تلعب النتائج هذه المرة لمصلحة المنتخب السعودي كما هي العادة في العشرين سنة الماضية، وتحتاج الكرة السعودية سواء تأهل المنتخب ام لا الى وقفات جادة فيها الكثير من المصارحة وان يتم ترتيب نمطية التجهيزات للمدى البعيد الذي يجب فيه ان تتوالى لغة الانتصارات من بطولة الى اخرى. [email protected]