المفاجأة لم تكن في فوز المنتخب السعودي للشباب عندما حقق فوزاً تاريخياً بنتيجة 2-0 على كرواتيا في افتتاح مبارياتهما في المجموعة الرابعة لكأس العالم تحت 20 سنة (كولومبيا 2011)، بل إن المفاجأة كانت في أن هذا الفوز هو الأول في تاريخ مشاركات المنتخب في كأس العالم لهذه الفئة، وهي معلومة غير دقيقة، وإن كانت أقرب إلى الحقيقة، والمنتخب السعودي للشباب شارك في نهائيات كأس العالم ست مرات، وهذه هي المرة السابعة طوال تاريخه الرياضي، وكانت مشاركاته الأولى قد بدأت عام 1985 في روسيا، ورغم استضافة السعودية لنهائيات كأس العالم للشباب عام 1989 إلا أن هذا المنتخب لم يستطع العبور إلى الدور الثاني، وهو الأمر يعد مفاجأة، فكيف يكون منتخب يستضيف مثل هذه النهائيات ولا يستعرض عضلاته إلا مع نهاية مبارياته، والغريب أن المنتخب السعودي للشباب في ذلك الوقت لعب آخر مبارياته في مجموعته مع منتخب البرتغال وفاز عليه (الأخضر) بثلاثية نظيفة، ورغم ذلك لم يمنع الفوز السعودي منتخبَ البرتغال من تحقيق كأس العالم آنذاك! اليوم بعد المشاركة في نهائيات كولومبيا، والفوز القوي والمشجع على منتخب كرواتيا، فإن الآمال مشجعة على تحقيق إنجاز جديد، وهو التأهل إلى الدور الثاني، خصوصاً أن القائد الفني للمنتخب هو مواطن سعودي، وهذه تحدث للمرة الأولى منذ المشاركات السابقة. إن ما يتحقق من إنجازات للكرة السعودية غالبيتها بخبرات وطنية، ولعل السبب في نجاح المدرب الوطني خالد القروني هو قدرته على التعامل مع اللاعبين وكذلك حسن اختياره للمجموعة التي يمكن أن ترجح كفته. والمدرب القروني أشار عقب نهاية المباراة إلى أن الفوز على كرواتيا لم يأتِ بسهولة، خصوصاً فيما يتعلق بالنواحي التكتيكية نظراً إلى الفارق الجسماني الكبير بين أفراد المنتخبين، وما يقوله القروني هو نظرة تكتيكية أخرى تؤكد أن الرجل يعرف ماذا يريد من المباراة، وكيف يمكن له تجاوز الصعوبة التي يمكن أن تواجهه أثناء سير المباراة. والذين تابعوا المباراة الماضية أمام منتخب كرواتيا لاحظوا بالفعل أن هناك فارقاً بين المنتخبين، وأن كفة المباراة تميل بشكل واضح إلى منتخب كرواتيا، وأن مَن يعتقد بفوز المنتخب السعودي «يقامر» بالتفاؤل في وقت كانت فيه كل الأمور تسير بكل سلاسة لمصلحة الكروات، لكن سرعان ما تغيّر كل شيء في الشوط الثاني، وأصبحت الأمور في متناول أقدام السعوديين؛ فقد تحقق فوز لم يكن حقيقةً في الحسبان، وهذا بالطبع يجير إلى قيمة المدرب الوطني، وللمرة الألف نؤكد أن المدرب الوطني هو الأقدر على جلب الإنجازات. ومَن لم يتابع المباراة يعتقد للوهلة الأولى أن الفوز السعودي قد جاء بالصدفة، كما يحدث في عدد من المباريات، ولكن هذا الفوز -في اعتقادنا- سيكون دافعاً للفوز في المباراة الثانية، وهي أقل صعوبة من المباراة الأولى، وعندما يحصل المنتخب على ست نقاط سيتأهل للمرة الأولى في تاريخه، وكما نعرف فإن الفوز يجلب الفوز، والتأهل يجلب معه تأهلاً آخر. هذا باختصار ما يجب أن يحدث في المباريات المقبلة. [email protected]