فجأة ومن دون مقدمات، تحولت الأحلام والأماني والطموحات النصراوية في الموسم الرياضي الجديد إلى كومة من الأحزان والآلام والتساؤلات، وبات المشجع العاشق لكيان العالمي في حيرة من أمره وهو يشاهد فريقه يتجرع مرارة الخسائر في دوري زين السعودي، ويفقد النقاط الثمينة تباعاً في النزالات الكروية الأخيرة، أداء هابط وخطوط مفككة وروح معنوية شبه معدومة، نجوم على الورق، وأجانب مقالب، ومدرب ما زال يكافح من أجل أن يكون للفريق هوية فنية تحترمها الفرق المنافسة، وإدارة تحاول بشتى الطرق أن تتحلى بالصبر وتسيطر على الوضع أمام الجميع قبل أن تحين لحظة الانفجار في الأسابيع المقبلة. وخسر فريق النصر من بداية الدوري مباراتين أمام الأهلي في جدة والفتح في الرياض، وتعادل الفريق مع الفيصلي في المجمعة، وكسب مواجهة الرائد في افتتاحية الدوري بهدف يتيم من دون رد، ليجمع الفريق أربع نقاط فقط ويفقد 8 نقاط من أصل 12 نقطة، ويقبع في المركز العاشر في سلم الترتيب، وهو مركز لا يليق أبداً بتاريخ وعراقة وشهرة فارس نجد، وكان المشهد الأكثر إيلاماً لجماهير الشمس في اللقاء الأخير أمام الفتح عندما تقدم الفريق في الشوط الأول بهدف السهلاوي مع حالة طرد لمهاجم الفتح ربيع سفياني، لتنقلب الطاولة على أصحاب الضيافة في الشوط الثاني بهدفين من النحلة البرازيلية خوزيه إلتون وأحمد بوعبيد، وسط ضياع تام وتوهان وتشتت من لاعبي النصر الذين كانوا يلعبون بلا منهجية فنية ويؤدون بلا جماعية في النواحي الهجومية، مع شوارع دفاعية أذهلت الجميع ووضعت أمامها أكثر من علامة استفهام. وخرجت جماهير العالمي من ملعب الدرة وهي تضرب أخماساً بأسداس بعدما حيت لاعبي الفتح في نهاية النزال، وعلامات الخيبة والخسارة والألم بادية على محياها، ولسان حالها يقول"إلى متى الأندية تتطور وفريقنا يتدهور"، لا المدرب جوستافو كوستاس نفع، ولا بينو يفيد، ولا مارسير نجح، ولا محترف آسيوياً في الفريق، صدمة وخيبة أمل كبيرة، الأحلام تبخرت أوهام، والأماني والتطلعات ذابت مع الأيام، والوعود الإدارية باتت على المحك، فالجماهير العاشقة لم تعد تتحمل مزيداً من الحزن والفشل مستقبلاً.