أكد قائد فريق الشباب والمنتخب السعودي، سابقاً"الخبير"فؤاد أنور أن عقود اللاعبين العالية خلف تدني مستوياتهم، مشيراً إلى أن دفع هذه المبالغ ليست بطريقة مناسبة للحفاظ على اللاعب، مطالباً بتطبيق الاحتراف بشكل كامل وإلزام الأندية بتدريبات صباحية، وقال:"بالنسبة للعقود الاحترافية الأول والثاني للاعب السعودي كنظام كانت موجودة في السابق، وهي قتلت لاعبين صغاراً، والمشكلات عندما تقدم للاعب في تجربة جديدة له مبلغ يصل إلى 20 مليون ريال، فهذه تعتبر نوعاً من الصدمة، والاحتراف ليس هو مقدم عقد أو راتباً شهرياً كبيراً كما يفكر البعض فيه، ففي أوروبا بعد أن يحصل اللاعب على مبلغ كبير يفكر كيف يضع له بصمة مع ناديه ومنتخب بلاده ويكون له تاريخ كبير في عالم كرة القدم". وزاد:"ما طبق في ناديي الهلال والشباب من توزيع قيمة العقد على عدد الشهور والخصم من الراتب كعقوبات تشمل العقد أمر جيد، وعلى لجنة الاحتراف إلزام بقية الأندية بتطبيق هذا الأمر، حتى يكون اللاعب أكثر حرصاً على تطوير مستواه، ومن وجهة نظري العقود الكبيرة هي سبب رئيسي في هبوط مستوى الكرة السعودية للمنتخبات وأيضاً للأندية التي لم تتأهل إلى نهائي كأس دوري آسيا منذ 2005، كما أن طموح أي لاعب هو الحصول على مبلغ جيد يؤمن مستقبله، لكن نحن هنا وفي العالم العربي لم نصل إلى الاحتراف الحقيقي، ولا يوجد احتراف من دون تدريبات صباحية ومسائية بشكل يومي، فالأندية لا تطبق ذلك بشكل المستمر فيوم يكون هناك تدريب وآخر لا، لأن اللاعب في الأصل لم يتعود على هذا النظام لسببين، الأول الخوف من غياب اللاعب والذي سيترتب عليه خصومات مالية كبيرة، والسبب الآخر والأكبر في اعتقادي هو عدم تفرغ بعض الإداريين للعمل في الأندية، ففي الصباح لديهم وظائف رسمية فلا يستطيع الحضور للنادي ويأتي في المساء ويوجد مع اللاعب لساعتين أو ثلاث فقط، وهذه فترة لا تكفي لحل مشكلات أي لاعب سواء إدارية أو فنية". كما تطرق أنور لأسباب أخرى، قائلاً:"هناك عذر تتعذر به الأندية ألا وهو درجة الحرارة العالية، وهو بصراحة غير مقنع فالأندية كافة يوجد بها صالات مغلقة ومكيفة تستطيع أن تقيم اجتماعاً فنياً أو تدريبات في صالة الحديد، وهناك موظفون في شركات وفي الحكومة يستيقظون من الصباح الباكر في درجات الحرارة عالية ولم يشتكون من هذا الأمر، فهل ستوقف أشغال تلك المؤسسات والإدارات الحكومية بسبب هذا العذر؟ وأتمنى أن يصدر قرار بإلزام الأندية كافة بإقامة تدريبات صباحية على أن يكون هناك عمل رسمي وحضور وانصراف وعقوبات على من لا يطبق هذا القرار، وهذا الأمر سيقضي على السهر في الكرة السعودية وسيطور اللاعب والكرة السعودية بشكل عام، ونحن أصبح طموحنا الآن على مستوى المنتخب هو الفوز على تايلاند وإندونيسيا، أما على مستوى الأندية فالفرق الكورية واليابانية والإيرانية أصبحت تتفوق علينا، فلماذا هؤلاء تفوقوا؟ لأنهم طبقوا الاحتراف الحقيقي وتقدموا وتطوروا على أثره، وسبق وعملت في أندية الشباب والرياض والنصر، إذ إن هناك لاعبين لا ينامون إلا في الساعة الثالثة أو الثانية صباحاً، فتطبيق الاحتراف بحذافيره سيقضي على هذه الفوضى". وأكد مسؤول الاحتراف في نادي الشباب خالد الزيد أن اللاعب السعودي يتلقى مبالغ مادية طائلة، ويتم التوقيع والتجديد معه لأنه مميز فنياً داخل"المستطيل الأخضر"، مشيراً إلى أن العقد الاحترافي الثاني لا يقتل طموحه كلاعب محترف، وقال:"العقد الاحترافي الثاني للاعب السعودي لا يقتل طموحه، وبعض اللاعبين يجددون لمدة ثلاث سنوات أو أربع أو خمس سنوات، وتحديد المدة في الغالب يكون بتقويم لمستوى اللاعب الفني والقيمة الفنية التي يقدمها للفريق في الملعب، وأيضاً عمر اللاعب يتم النظر فيه قبل توقيع أي عقد احترافي، ومن الممكن أن تستثمر بعض الأندية في اللاعبين من حيث إعارته أو بيعه بسعر أعلى". وأضاف:"تلقي بعض اللاعبين مبالغ طائلة في مقابل التوقيع لأي نادٍ حق مشروع لأي لاعب في حال كان مستواه الفني مميزاً، ويستحق أن يتم التوقيع معه بمبلغ مالي كبير، والتوقيع مع أي لاعب محترف بعقد مادي كبير يكون بناءً على مستواه وما يقدمه للفريق، ولا أعتقد أن العروض المادية الكبيرة التي يتلقاها اللاعب السعودي تقتل طموحه، إذ شاهدنا كثيراً من اللاعبين السعوديين يبرزون وتم التوقيع معهم في مقابل مبلغ مادي كبير واستمروا على العطاء الفني ذاته، وكانت لهم قيمة فنية كبيرة مع الفريق الذي ينتمون له، وهذا دليل على أن المادة لا تقتل طموح اللاعب، بل للاعب السعودي الأحقية في أن يتم التوقيع معه والتجديد في مقابل مبلغ مالي مرتفع". أرجع مسؤول الاحتراف في الاتحاد الدكتور منصور اليامي إخفاق اللاعب السعودي في مواصلة عطاءاته التي تخدم فريقه، بعد توقيعه العقد الاحترافي الثاني إلى"ثقافة اللاعب"، مؤكداً أنها مسألة نسبية، ولم يخفِ اليامي أن ثمة ظروفاً وعوامل عدة تسهم في إخفاق اللاعب وعدم قدرته على مواصلة الركض كما في العقد الأول الاحترافي، منها النفسية والاجتماعية وعوامل أخرى، مثل سوء التغذية والسهر والسلوك السيئ، وأضاف:"ليس شرطاً تعميم هذا الأمر، إذ أعزو ذلك إلى ثقافة اللاعب، فمتى ما شعر واستشعر أن احترافه هو مصدر رزقه، فسيقدم لفريقه ما يؤهله للبقاء أو الانتقال بعرض أفضل، وأعتبر رضا تكر نموذجاً للاعب المنتظم والملتزم والمنفذ لتعليمات الجهازين الفني والإداري، وهذا يعود لثقافته التي ساعدته كثيراً في أن يوقِّع ستة عقود متتالية وهو محافظ على نفسه، بينما هناك لاعبون كانوا نجوماً وبعد أن وقَّعوا عقدهم الثاني اختفت نجوميتهم، فعادة تكون قيمة عقد اللاعب في عقده الاحترافي الأول قليلة لا يستفاد منه كثيراً في تأمين حاجات اللاعب كافة، وفي العقد الثاني يستطيع تكوين نفسه، ولكن الغالبية تحرص على الاستمرار للعقد الثالث وبعد ذلك يكون اختفاء نجومية اللاعب كجزء من الصحة لسوء التغذية والسهر وأمور نفسية وعائلية واجتماعية أخرى". ووجَّه مسؤول الاحتراف الاتحادي نصيحته للاعبين بالحفاظ على أنفسهم بتطوير قدراتهم والالتزام بتعليمات الجهازين الفني والإداري، ليصلوا إلى درجة عالية من الاستمرار في الملاعب، ويلقي ذلك بظلاله على اللاعب نفسه من خلال زيادة دخله وتكوين نفسه ومستقبله، قائلاً:"تغيرت عقلية اللاعب السعودي كثيراً، فالآن نستطيع أن نحكم بأن أكثر اللاعبين السعوديين يحرصون حتى بعد العقد الثاني على تقديم العطاء الأفضل إلى العقد الثالث، الذي يكون في الغالب المحطة الأخيرة في مشواره الاحترافي، ويعود سبب تغيير عقلية اللاعبين لإداركه أن الاحتراف بات وظيفة ومهنة ينافسه عليها الكثيرون".