كشف وكيل وزارة المياه والكهرباء لشؤون الكهرباء الدكتور صالح العواجي، أن الشركات السعودية المصنعة لأجهزة التكييف تقوم بتصدير الأجهزة ذات الكفاءة العالية إلى الخارج، في حين تبيع الأقل كفاءة في السوق المحلية. وقال العواجي في كلمته أمس أمام ورشة عمل بعنوان"تشريعات كفاءة الطاقة للمكيفات ووسائل الإلزام بها":"علمت وأتمنى ألا يكون صحيحاً أن الشركات المحلية المصنعة لأجهزة التكييف تصدر للخارج الأجهزة ذات الكفاءة العالية، وذات الكفاءة الأقل للسوق المحلية". وأشار إلى أن الوزارة أصدرت دليلاً لحسن الاستخدام موجود على موقع الوزارة على الانترنت، موضحاً أن"العزل الحراري يوفر 40 في المئة من الكهرباء". وشدد على أن"الاستثمار في مجال صناعة التكييف مهم جداً، لأن الوضع الحالي يدعو للقلق، فالسوق السعودية مفتوحة للاستيراد، ولا يوجد ضابط لذلك، وقد يتسبب ذلك في وصول أجهزة رديئة للسوق، كما أن الاستيراد سيؤثر في المنتج المحلي". وتوقع ارتفاع الحمل الأقصى للكهرباء بعد عشر سنوات إلى 77 الف ميغا واط، ما يعني الحاجة إلى صرف مبالغ تتجاوز 380 بليون ريال، مشيراً إلى أن المكيفات تستهلك 70 في المئة من الأحمال في وقت الذروة. واعتبر أن"تسعيرة الشرائح الأولى تساعد في الإسراف، إذ إن المستهلك يستفيد من الكهرباء بأقل من ثلث الكلفة، والوزارة وشركة الكهرباء تبذلان قصارى جهدهما لمنع الانقطاعات في الصيف، والانقطاعات الجوهرية لم تحدث". وعن إيصال الكهرباء للمخططات الجديدة شمال الرياض قال العواجي:"النمو العالي والتوسع المساحي أحد التحديات التي تواجه المخططين للكهرباء، ويتطلب ذلك استثمارات عالية، وهذه الاستثمارات سيتحملها المستهلك أو جهة أخرى"، مشيراً الى أن النمو العمراني لن يتوقف، ما يعني استمرار نمو الطلب على الكهرباء. وسئل العواجي عن إمكان فرض غرامات على الجهات التي لا ترشد الكهرباء فقال:"حالياً لا توجد غرامات، ولكن يجب على الجهات التشريعية أن تحرص على بلورة مثل هذه العناصر مستقبلاً". وأشار الى أن هذه الورشة هي احد برامج الخطة الوطنية لترشيد الكهرباء في المملكة، مشيراً إلى أن الوزارة تلاحق نمو الطلب السنوي المقدر ب8 في المئة بإنشاء تجهيزات جديدة، معتبراً"ضعف وعي المستهلك بالترشيد أحد التحديات التي تواجه الوزارة". وأكد العواجي أن أهمية هذه الورشة تتمثل في الحاجة إلى خفض الطاقة المستهلك في الأجهزة الكهربائية عن طريق استخدام الأجهزة ذات الكفاءة العالية في ظل النمو والتطور الكبيرين لقطاع الكهرباء في المملكة، وضخامة الاستثمارات اللازمة للتوسع في مشاريع الكهرباء لتغطية الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية، موضحاً أن عدد المشتركين في المملكة يبلغ حالياً 6.2 مليون مشترك، وارتفع الحمل الأقصى صيف العام الحالي إلى أكثر من 47 الف ميغاواط. وأشار الى أن الدراسات التي أجرتها الوزارة أكدت أن 20 في المئة من الطاقة المطلوبة لتغطية الأحمال في فترات الذروة يمكن توفيرها لو تم استخدام تقنيات رفع كفاءة الأجهزة الكهربائية والوسائل المخفضة لاستهلاك الطاقة الكهربائية في المباني، مثل العزل الحراري، والأنظمة الذكية لإزاحة الأحمال والتحكم بها في أوقات الذروة والمكيفات ذات نسبة كفاءة عالية للطاقة للاستفادة من تطبيقها في المملكة. يذكر أن الورشة تهدف إلى الاستفادة من الخبرات المحلية والدولية، وعرض تجارب الجهات ذات العلاقة في هذا المجال، خصوصاً في كيفية التحقق من مطابقة الأجهزة للمواصفات والتشريعات الفنية ومتطلبات السلامة المعتمدة لهذا الغرض ووسائل مراقبتها والإلزام بها والاستفادة محلياً من الآليات المتبعة في الدول الأخرى، لتسهم جميعها في الوصول إلى الاستخدام الأمثل للطاقة في مجال التكييف.