رداً على مقالة محمد الحاج صالح بعنوان"ما ملكت أيمانكم وجامعات إسرائيل"المنشورة في العدد 17311 بتاريخ 27/08/2010. ليست مصادفة عندما اطلعت على مقال نشرته"الحياة"عن مسلسل"ما ملكت أيمانكم"للمخرج نجدت أنزور، فقبلها قرأت دراسة مطولة عن هذا المسلسل وإنكار العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي عليه، وتحذير الناس منه ومن سخط الله بسببه، ووضح بالمقابل مخرج المسلسل نجدت أنزور وجهة نظره وبيّن أن ليس الهدف هو تشويه الإسلام ولا النيل من المتدينين، وكانت وجهة نظره واضحة بعض الشيء وقد يتفق معه البعض. وبالنسبة لما تكلم به العلامة البوطي من أنه يوجب سخط الله وغضبه على البلد، لا يختلف من قرأ كلامه أن التحذير والتهويل الذي تكلم به العلامة البوطي كان من منطلق أن هذا المسلسل يحط من قيمة المتدينين والإسلاميين، ويهزأ بالدين الحنيف ولا يختلف اثنان على هول الأمر إذا كانت هذه هي النية وهذا هو المقصد. وعندما قرأت كلاً من وجهتي النظر من المخرج أنزور والعلامة البوطي، وجدت أن هناك توفيقاً بين قوليهما ووجهة نظريهما، فأنزور يقول إنه لا يهزأ بالدين ولا بالمتدينين، وإن أمه متحجبة، بل ولا أحد يشك أن هناك من يسيء للدين من بعض من يسمي نفسه متديناً أو ملتزماً، وكم سمعنا وقرأنا للعلامة البوطي تحذيراً من هؤلاء الناس، وتقبيحاً لهم حتى على منبر الجمعة. فالصورة التي أراد أنزور توصيلها أن هناك من شوه سمعة الدين وألصق به ما ليس منه، وهذه حقيقة واضحة بلا مراء. والنداء الذي وجهه العلامة البوطي، وهو أن الاستهزاء بالدين والانتقاص من شريعة الله بالسخرية هو أمر ينزل المقت والبلاء من دون جدال أو نقاش، وقوله"رأيت البلاء"فهو من باب اليقين الجازم بالوعد الصادق، و"رأى"هذه، كما يسميها علماء اللغة، رأى القلبية، ومنه قول الشاعر: رأيت الله أكبر كل شيء *** محاولة وأكثرهم جنودا لست بصدد تبرئة طرف واتهام آخر، إنما قول ذلك الكاتب، صاحب جامعات إسرائيل، في صحيفة"الحياة"وتهجمه المقيت على الناس دونما معرفة وعلم، ولم يسرح بفكره وينظر نظرة شاملة، بل أعاقه بعض التعصب والغشاوة التي وضعها قبل كتابته المقال، فليس صاحب الفكر من يستهزئ بالعلماء أو بفكرة قرأها ووجهها حيث ما يشتهي، وهذا وللأسف داء من يفكر في زمان مثل هذا. ثم من خلال متابعتي المقتصدة لبعض نصوص المسلسل، فهو لا يخلو من انحلال فيه، وهذا موجود حقيقة، ولكن كان عرضه بطريقة غير محتشمة وجريئة جرأة في غير محلها. وهناك عقم في طرح الدراما السورية وغيرها، وهي دائماً ما تأتي بالمتدين على أنه فقير، وأن المرأة بليدة ومحجبة، وينزّلون من قيمتهم اجتماعياً وعلمياً، وبالمقابل يتم عرض صاحب المال على أنه فاسق فاجر يلعب بنساء الناس، والمرأة سافرة تلبس أخلع الثياب وأفحشه، فهذه نظرة باهتة تفلها الدهر ومن يفكر فيها. جعفر عبدالله الوردي - الرياض كاتب سوري [email protected]