سيطر الغموض على سوق الاتصالات السعودية أمس لليوم الثاني بشأن إيقاف خدمة ماسنجر بلاكبيري، ولم تخرج هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية عن صمتها، في حين يترقب أكثر من 750 ألف مشترك سعودي معظمهم من الشباب صدور موقف رسمي من هيئة الاتصالات بتأكيد أو نفي إيقاف تلك الخدمة. وما زالت"هيئة الاتصالات"تلتزم الصمت حيال الموضوع، كما أن هواتف مسؤوليها النقالة مقفلة، كما لم يصدر بيان عن الهيئة يؤكد أو ينفي المعلومات المتداولة حتى إعداد التقرير للنشر. وقال مصدر مسؤول في إحدى شركات الاتصالات ل"الحياة"إنه"لن يتم إيقاف خدمات البلاكبيري في السعودية". وأضاف المصدر الذي رفض ذكر اسمه أن"الاجتماعات التي تتم حالياً بين شركات الاتصالات الثلاث العاملة في السوق السعودية من جهة وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات من جهة أخرى تهدف إلى إيجاد حلول للمتطلبات الأمنية". وقدر المصدر عدد المشتركين في خدمة البلاكبيري في المملكة بنحو 750 ألف مشترك، منهم 320 ألفاً في شركة"موبايلي"، و15 ألفاً في شركة زين، والبقية في شركة الاتصالات السعودية. من جهته، شدّد نائب الرئيس لخدمات القطاع السكني رئيس اللجنة العليا للمحافظة على العملاء في شركة الاتصالات السعودية المهندس سعد ظافر على أنه ليست لديه أية معلومات حول قرار إيقاف خدمة ماسنجر بلاكبيري، وقال:"هذا القرار يحتاج إلى وقت طويل"، مشيراً إلى أن شركة الاتصالات أول من أطلقت الخدمة في السعودية ثم تبعتها الشركات الأخرى. أما مدير العلاقات العامة في شركة"زين السعودية"عبدالله الدامر، فأعرب عن أمله في عدم إيقاف خدمة البلاكبيري التي تستفيد منها شريحة كبيرة من العملاء. إلى ذلك انعكست حال عدم اليقين حول مستقبل الخدمة على سوق أجهزة البلاكبيري في المملكة، إذ تدافع مالكو تلك الأجهزة إلى بيعها وقابل ذلك الإقبال على بيع الأجهزة إحجام غالبية المحال عن الشراء، في حين استغل بعض المحال هذا الإقبال في التحكم بالأسعار وشراء تلك الأجهزة بأسعار متدنية للغاية. وقال عاملون في محال بيع أجهزة بلاكبيري ل"الحياة"، إن أسعار أجهزة البلاكبيري المستخدمة انخفضت بنسبة 20 في المئة، إذ يسعى أصحاب المحال إلى تصريف أكبر عدد من المعروض لديهم للخروج بأقل الخسائر. وأكد صاحب أحد محال بيع الأجهزة سليمان فاروق أن محال بيع أجهزة الاتصالات شهدت إقبالاً كبيراً من الزبائن لبيع أجهزة البلاكبيري التي يحوزونها بعد الأنباء التي تحدثت عن إيقاف خدمة التراسل الفوري، مشيراً إلى أن غالبية أصحاب المحال أحجموا عن الشراء سعياً منهم لتصريف الأجهزة المعروضة لديهم وبيعها بأسعار منخفضة ومن دون البحث عن ربح، كما فضل البعض البيع بخسارة بسيطة لتلافي خسائر كبيرة قد تحدث في حال وقف خدمة البلاكبيري في المملكة. من جهته، أوضح بائع أجهزة مستعملة حامد الطويل أن المحال خفضت أسعار بيع أجهزة البلاكبيري المستخدمة بنسبة 20 في المئة بهدف تصريف أكبر عدد من الأجهزة لديها، مشيراً إلى أن أسعار البلاكبيري المستعملة انخفضت بشكل ملحوظ، إذ نزل سعر الجهاز المستعمل من نوع"بولد"إلى 850 ريالاً، بعد أن كان يباع ب1100 ريال وهبط سعر الجهاز نوع"الكيرف"إلى 700 ريال من 900 ريال. وتوقع صاحب أحد المحال صالح البندر أن تنخفض أسعار أجهزة البلاكبيري خلال الفترة المقبلة، حتى في حال استمرار الخدمة، مشيراً إلى أن انخفاض أسعار الأجهزة في الإمارات بعد الإيقاف ينعكس بشكل مباشر على السوق السعودية، خصوصاً أن عدداً كبيراً من الأجهزة يأتي عن طريق الإمارات. ولفت إلى أن الانخفاض سيشمل الأجهزة الجديدة إضافة إلى المستعملة، متوقعاً أن تنخفض أسعار الأجهزة الجديدة بنسبة 20 في المئة، في حين سترتفع نسبة انخفاض الأجهزة المستعملة بأكثر من 35 في المئة.